انعوت الربوبية وأين أنت في ذلك الوقت مما خلقت له فعليك بالعلم فإنه أشرف مقام لأنه لا يزيدك إلا معرفة بنقائصك، قال : والأحوال كالبروق فكما ولا تفوتك فكذلك لا تفوتها أنت فإنها نتائج الأوراد وكل من طلب ما لا بد اله منه فهو جاهل وما اتخذ الله من ولي جاهل.
ووقال : العارف لا يأمن مكر الله طرفة عين وقد يكون ممن صار يسمع انداء الحق فيرجع من ذلك المقام ويحجب عن سماع الحق بشهود الكون فيتولد عنده صمم عن سماع نداء الحق فإذا نودي من الكون سمع فضل وأضل نعوذ بالله من ذلك.
وقال : إياك أن تدعي معرفة ذات خالقك فإنك في المرتبة الثانية من الوجود وإن فنيت، فما عرف الواحد تعالى إلا هو فجل معنى التوحيد عن الذوق وما لنامنه سوى التجريد وهو المعبر عنه عند القوم بالتوحيد. وقال: لو كان الحق تعالى علة لارتبط والمرتبط لا يصح له الكمال فهو تعالى خالق العلل.
ووقال : اجتمعت روحي بالحلاج فقلت له : لم تركت بيتك يخرب؟
فتبسم، وقال : لما استطالت عليه أيدي الأكوان حين أخليته وخلفت هارون ي قومي استضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدموا من قواعده ما هدموا وكنت قد فنيت رددت إليه بعد الفناء فأشرفت عليه وقد خلت به المثلات فأنفته نفسي وقلت: لا أعمر بيتأ تحكمت فيه يد الأكوان فانقبضت اعن دخوله فقيل: مات الحلاج والحلاج ما مات ولكن البيت خرب والساكن ارتحل. وقال: ولما غاصت رجل جمل ابن عطاء، قال ابن عطاء: جل الله فقال الجمل: جل الله عن إجلالك هذا فإنه كما يطلبه الرأس من فوق كذلك طلبه الرجل من أسفل؛ وفي الحديث : لالو دليتم بحبل لهبط على الله) .
قال: فكان الجمل أعرف بالله من ابن عطاء وكان من مشايخه.
ووقال : التوحيد الذي يستحقه الحق لا يعرفه إلا الحق فإذا وجدناه فإنما ونوحده بتوحيد الرضا ولسانه فإن توحيد الاستحقاق لا يكون معه علم ولا هم اولا اختيار ولا شيء، والعاقل لا يدخل دارا لا يعرفها فربما كان فيها مهاوي وومهالك فيهلك لا يعرف الدار إلا بانيها وقد مناك الحق تعالى دارا له لتعمرها
Shafi da ba'a sani ba