172

الالنوافل كما أشار إليه حديث: "إذا قال العبد لأخيه أنا أحبك فأحبه الآخر فانه لا يلحقه في درجته في الحب أبدا لأن حب الأول ابتداء وحب الثاني اجزاء فلم يكافئه أبدا كما أن حب العناية من الله للأنبياء أعلى من حب الكرامة للأولياء".

قلت: ومن هنا كان الملامتية الذين هم أكابر القوم لا يصلون من الفرائض إلا ما لا بد منه من مؤكدات النوافل خوفا أن يقوم بهم دعوى أنهم أتوا الفرائض على وجه الكمال الممكن وزادوا على ذلك، فإنه لا نفل إلا اعن كمال فرض. ونعم ما فهموا ولكن ثم ما هو أعلى وهو أن يكثر من النوافل توطئة لمحبة الله لهم ثم يرون ذلك جبرا لبعض ما في فرائضهم من النقص والله أعلم.

ووقال في الباب الثاني والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: لا يحب له الجهر بألسوه من القول) [النساء: 148] : في هذه الآية نفي للمحبة أن يكون امتعلقها الجهر بالسوء من القول مع أن الجهر بالسوء قد يكون قولا وقدا اكون فعلا فيكون المراد بهذا السوء القولي، وأما السوء الفعلي فقد وقع التصريح بالنهي عنه في آيات أخر وربما كان ذلك يؤخذ من هذه الآية بطريق الأولى والمراد بالجهرية ظهور الفحشاء من العبد كما في حديث "من بلي امنكم بشيء من هذه القاذورات فليستتر" يعني لا يجهر بها وأطال في ذلك.

ئم قال: فعلم أن السوء على نوعين سوء شرعي وسوء يسوؤك وإن حمده الشرع ولم يذمه فهذا السوء هو سوء من حيث كونه يسوؤك لا أن السوء فيه اكم الله كما في السيئة الثانية في قوله تعالى: (وجزاؤأ سيئة سيئة مثلها الشورى: 40] فإن السيئة الأولى في الآية شرعية لأن صاحبها تعدى حدا الل ه ووالسيئة الثانية التي هي جزاء ليست بشرعية وإنما سميت سيئة لأنها تسوع المجازى بها، فإن الله لا يشرع البداءة بالسوء ولكن لما أطلق في الاصطلاح في اللسان على السيىء والحسن نزل الشرع من عند الله بحسب التواطؤ فإنهم اموا سوءا وقالوا: إن ثم سوءا فأخبرنا الله تعالى أنه لا يحب الجهر بالسو امن القول إلا من ظلم أي لا يحب السوء الذي سميتموه أنتم سوءا لكونه لا اوافق أغراضكم فما ثم إلا حسن بنسبة سيىء بالنسبة في الحقيقة ولكن كل

Shafi da ba'a sani ba