في قلوبهم فلم تكن في قلوب بني إسرائيل والسكينة هي الطمأنينة كما قال تعالى: ألا بنكر الله تطمين القلوب)* [الرعد: 28]. فعلوم هذه الأمة كلها أسرارهم في قلوبهم لا يكاد يظهر للناس منه إلا ما كان فيه إقامة حجة أو فتح باب للاتباع والاقتداء ولذلك كان الناس ينكرون على أهل الله كل ما لم اليظهر عليهم فيه أثر، وتأمل قصة الإسراء لما خرج بكرة تلك الليلة وو ذكر لأصحابه ما وقع له في تلك الليلة كيف أنكر عليه بعضهم لكونهم لم ايروا لذلك أثرا في الظاهر وموسى عليه السلام ، لما جاء من عند ربه كساه اورأ على وجهه يعرف الناس به صدق ما ادعاه فما رآه أحد إلا عمي فكان مسح الرائي إليه وجهه بثوب مما عليه فيرد الله عليه بصره من شدة نوره وولذلك كان يتبرقع حتى لا يتأذى بذلك الرائي له عند رؤية وجهه. قال الشيخ: وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسوي المقام فكان لا يرى أحد ووجهه إلا عمي وممن رأه شيخنا أبو مدين فعمي فمسح آبو مدين عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى فرد الله عليه بصره، قال: وكان أبو يعزى في زماني وما اجتمعت به لما كنت عليه من الشغل. وأطال في ذلك، ثم قال: فمن جعل الله نوره في قلبه فقد ملأ يديه من الخير فتأمل والله أعلم وقال في الباب التاسع والثلاثين وأربعمائة: ما تولى الله عز وجل عبدا امن عبيده إلا وأسمعه كلامه من قلبه نثرا ونظما كما أشار إليه قوله الحسان لما أراد أن يهجو قريشا نصرة لرسول الله: "قل يا حسان فإن روح القلدس يؤيدك ما دمت تنافح عن رسول الله فلم يجعل للشيطان على حسان سبيلا وأطال في ذلك.
ووقال: نشأة الآخرة تشبه في بعض الأحكام النشأة البرزخية فترى نفسها وهي واحدة في صور كثيرة وفي أماكن مختلفة في الآن الواحد فيدخل الأنسان من أبواب الجنة الثمانية في آن واحد من غير تقدم ولا تأخر ويجد الإنسان نفسه داخلا من كل باب كما قال أبو بكر : فما على من يدخل منها كلها يا رسول الله بأس، الحديث قال: ولذلك يطلب الناس رسول الله في امواطن القيامة، فيجدونه من حيث طلبهم في كل موطن يقتضيه ذلك الطلب في الوقت الذي يجده الطالب الآخر فيه وأطال في ذلك.
Shafi da ba'a sani ba