Khurafa: Gabatarwa Ta Kankani
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
أنماط الأسطورة
بينما تتسم الأساطير بصورة عامة بالتنوع على نحو يحول دون تحديد حبكة مشتركة بينها، فإنه جرى تقديم حبكات مشتركة لأنواع محددة من الأساطير، وهي غالبا الأساطير التي تتمحور حول بطل. وقد أظهرت أقسام الأساطير الأخرى مثل أساطير الخلق، والطوفان، والفردوس، والمستقبل، تنافرا كبيرا فيما بينها إلا في اشتراكها في ملامح كبرى. ويرى تايلور أنه بينما تدور الأساطير حول طريقة اتخاذ الإله لقرار بوقوع حدث طبيعي، فإنها لا تدور حول صورة الإله أو طريقة تصرفه. وفي تركيزه أكثر على آلهة النبات، يشير فريزر إلى أن الآلهة تموت ثم تنبعث، دون ذكر كيفية حدوث أي من ذلك.
وبالرجوع إلى عام 1871، يرى تايلور نفسه - متحولا بصورة مدهشة ووجيزة من تناول أساطير الآلهة إلى أساطير الأبطال - أنه في كثير من أساطير الأبطال، يتخلى عن البطل عند ميلاده، ثم ينقذه أشخاص أو حيوانات أخرى، ثم ينشأ ليصبح بطلا قوميا. وكان تايلور يسعى إلى وضع نمط مشترك، وليس إلى تطبيق نظريته حول أصل ووظيفة وموضوع الأساطير بصورة عامة على أساطير الأبطال. في المقابل، يلجأ تايلور إلى تناسق النمط للزعم بأنه مهما كان أصل أو وظيفة أو موضوع أساطير الأبطال، فإن هذه الجوانب جميعا يجب أن تتطابق في جميع أساطير الأبطال بحيث تبرر التشابه في الحبكة فيها:
يتيح التعامل مع الأساطير المتشابهة التي تأتي من مناطق مختلفة - من خلال تنظيمها في مجموعات مقارنة كبيرة - تعقب طريقة عمل العمليات التخيلية المتكررة في الميثولوجيا من خلال التناسق الواضح للقانون العقلي ... (تايلور ، «الثقافة البدائية»، المجلد الأول، ص282)
بينما يعزي فراي الأسطورة إلى الخيال الجامح، يعزي تايلور الأسطورة إلى الخيال الخاضع لقيود معرفية صارمة، وهو ما يعد استباقا لما يعرف اليوم باسم علم النفس الإدراكي.
في عام 1876، استخدم الأكاديمي النمساوي يوهان جورج فون هان أربع عشرة حالة للدفع بأن جميع حكايات الأبطال «الآرية» تتبع صيغة «تخل وعودة» أكثر شمولا مما في نظرية تايلور. ففي كل حالة من هذه الحالات، يولد البطل ولادة غير شرعية، وخوفا من نبوءة تحوله إلى شخص عظيم في المستقبل يتخلى عنه أبوه، وتنقذه الحيوانات، ويربيه زوجان متواضعا الحال، ويخوض غمار الحروب، ويعود إلى الديار منتصرا، ويهزم مضطهديه، ويحرر أمه، ويصبح ملكا، ويبني مدينة، ويموت شابا. وعلى الرغم من أن فون هان خبير في الأساطير التي تدور حول الشمس، فإنه يحاول، على غرار تايلور، وضع نمط لأساطير الأبطال. ولو أن فون هان تقدم في طرحه منظرا حول الحكايات، ربما كانت ستعتمد نظريته على القاسم المشترك في الحبكة.
بالمثل، في عام 1928، سعى عالم التراث الشعبي الروسي فلاديمير بروب إلى بيان أن الحكايات الخرافية الروسية تتبع حبكة مشتركة ينطلق فيها البطل في مغامرة ناجحة، وعند عودته يتزوج ويحصل على العرش. ويتفادى نمط بروب ذكر ميلاد وموت البطل. وعلى الرغم من ماركسيته، لا يحاول بروب في مرحلته الشكلية المبكرة طرح ما يزيد عما طرحه تايلور وفون هان؛ ألا وهو وضع نمط مشترك لقصص الأبطال. وتارة أخرى نؤكد على أن أي إسهام نظري من المفترض أنه كان يعتمد على القاسم المشترك في الحبكة.
من بين العلماء الذي نظروا حول الأنماط التي وضعوها لأساطير الأبطال من هم أكثر أهمية من غيرهم، أمثال المحلل النفسي الفييني أوتو رانك (1884-1939)، وجامع الأساطير الأمريكي جوزيف كامبل (1904-1987)، وعالم التراث الشعبي الإنجليزي اللورد رجلان (1885-1964). فرغم أن رانك انفصل إلى غير عودة عن سيجموند فرويد، إلا أنه وقت تأليف كتاب «أسطورة ميلاد البطل» كان تابعا له. وبينما لم يكن كامبل تابعا ليونج بصورة كاملة، إلا أنه كتب «البطل ذو الألف وجه» وكأنه توءمه الروحي. وقد كتب رجلان «البطل ذو الألف وجه» مرتديا عباءة فريزر. ولسوف نتناول أعمال رانك وكامبل تفصيلا في الفصل التالي، حول الأسطورة وعلم النفس. ولنأخذ رجلان هنا مثالا على مركزية الحبكة.
اللورد رجلان
يطبق رجلان النسخة الثانية من النظرية الطقوسية للأسطورة لفريزر على أساطير الأبطال. وبينما يماهي فريزر بين الملك وإله النبات، يماهي رجلان بدوره بين الملك والبطل. ومن منظور فريزر، ربما يعتبر استعداد الملك للموت من أجل الجماعة عملا بطوليا، غير أن رجلان يعطي الملك مباشرة لقب البطل. ويقدم فريزر نمطا بسيطا لأسطورة الإله؛ متمثلا في موت الإله ثم انبعاثه. بيد أن رجلان يقدم نمطا مفصلا مؤلفا من اثنتين وعشرين خطوة لأسطورة البطل، وهو نمط يطبقه بعد ذلك على إحدى وعشرين أسطورة. في المقابل، لا يقف رجلان عند هذا الحد، بل يربط بين الأسطورة والطقس. تذكر أنه في النسخة الثانية من نظرية فريزر لم يكن الطقس الممثل هو أسطورة موت وانبعاث الإله، بل نقل روح الإله من ملك إلى آخر. ولا توجد أسطورة في ذلك في حقيقة الأمر على الإطلاق. فيطابق رجلان، من خلال جعل جوهر أساطير الأبطال فقدان العرش وليس الحصول عليه، بين أسطورة البطل وطقس فريزر المتمثل في التخلص من الملك. ويقابل الملك في الأسطورة الذي يفقد عرشه ثم حياته لاحقا، الملك في الطقس الذي يفقد كليهما مرة واحدة. ولا تعد الأسطورة التي يربطها رجلان بالطقس أسطورة عن الإله، بل إنها أسطورة عن البطل، الذي يكون شخصية أسطورية يتوقع من الملوك الفعليين تقليده في إيثاره. وبصورة أدق إذن لا تمثل الأسطورة نص الطقس، كما هي الحال في السيناريو «الأول» من النظرية الطقوسية للأسطورة لفريزر، قدر ما تمثل مصدر إلهام للطقس.
Shafi da ba'a sani ba