Khurafa: Gabatarwa Ta Kankani
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
الثامن ، سوف تفسر هذه الأسطورة من منظور اجتماعي، كما سيقدم تفسير جيرار لأسطورة أوديب.
فيما لا يورد جيرار ذكر رجلان على الإطلاق، يشير إلى فريزر بصورة متكررة، قاصرا طرحه على السيناريو الثاني من نظريته الطقوسية للأسطورة، مما جعله يثني عليه لإدراكه الطقس البدائي الرئيس لقتل الملك وينتقده لعدم إدراكه الأصل والوظيفة الحقيقية للقتل. ويرى فريزر أن التضحية هي التطبيق البريء لتفسير جهول قبل علمي للعالم؛ إذ يقتل الملك ويحل محله شخص آخر بحيث يحتفظ أو يستعيد إله الإنبات صحته، فتسكن روح هذا الإله في الملك الجديد. ولا تعتبر وظيفة التضحية زراعية بصورة كاملة. ولا توجد كراهية للضحية الذي يؤدي واجبه كملك ويحتفى به عبر أحداث الأسطورة لتضحيته بذاته. ومن منظور جيرار، ينخدع فريزر بعملية الإخفاء الخرافية. ويعتبر الأصل والوظيفة الحقيقية للطقس، وبالتالي الأسطورة، اجتماعية أكثر منها زراعية، مثلما سنرى في الفصل
الثامن .
والتر بوركرت
ربما كان أول من خفف من رسوخ الرأي القائل بأن الأساطير والطقوس منفصلان هو عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي كلايد كلوكهون. وقد تجاوز دارس الحضارة اليونانية والرومانية القديمة الألماني والتر بوركرت (ولد في عام 1931) ما وصل إليه كلوكهون، ليس فقط في السماح بالاستقلال الذي تتمتع به الأسطورة والطقس في الأصل، بل في افتراضه بالكامل. ويرى بوركرت أنه عندما يجتمع الاثنان، لا يؤديان وظيفة مشتركة فقط - كما يفترض كلوكهون - بل يدعمان بعضهما البعض. فالأسطورة تدعم الطقس من خلال منح السلوك الإنساني الصرف أصلا إلهيا، كمثل قول: افعل هذا لأن الآلهة فعلته أو تفعله. من الوجهة المقابلة، يدعم الطقس الأسطورة من خلال تحويل قصة عادية إلى سلوك موصى به من أكثر السلوكيات التزاما، كمثل قول: افعل هذا من باب القلق، إن لم يكن العقاب. وبينما تخدم الأسطورة في رأي سميث الطقس، يخدم الطقس في رأي بوركرت الأسطورة بقدر متساو.
وشأنه شأن جيرار، يرجع بوركرت جذور الأسطورة إلى التضحية وجذور التضحية إلى العدوان، لكنه لا يقصر التضحية على التضحية الإنسانية، بل يرجعها إلى الصيد - التعبير الأصلي عن العدوان. إضافة إلى ذلك، لا تعمل الأسطورة من منظور بوركرت على إخفاء حقيقة التضحية، كما هي الحال عند جيرار، بل على العكس تعمل على الحفاظ عليها، ومن ثم الإبقاء على آثارها النفسية والاجتماعية. أخيرا، لا يربط بوركرت بين الأساطير وطقوس التضحية فحسب بل إنه، مثل هاريسون، يربط بينها وبين طقوس الابتداء. فتؤدي الأسطورة في هذا السياق الوظيفة الاجتماعية نفسها التي يؤديها الطقس .
شكل 4-2: صيد الخنزير الكاليدوني من تشيرفيتيري، كأس يوناني صنع في مقاطعة لاكونيا، القرن السادس قبل الميلاد.
2
ويعتبر الطقس بالنسبة إلى بوركرت «كأنه» سلوك. ولنضرب مثلا بنموذجه المحوري؛ فلا يعتبر «الطقس» من وجهة نظره تجسيدا للعادات والشكليات التي تتضمنها عملية الصيد الفعلية بل هو صيد درامي. ولا تتمثل الوظيفة، إذن، في توفير الغذاء، كما هي الحال عند فريزر؛ إذ ينشأ الطقس الحق فقط بعد حلول الزراعة محل الصيد كمصدر رئيس للغذاء:
فقد الصيد وظيفته الأساسية بظهور الزراعة قبل نحو عشرة آلاف عام مضت. في المقابل، صار طقس الصيد من الأهمية بمكان حتى صار لا يمكن التخلي عنه. (بوركرت، «البنية والتاريخ في الميثولوجيا والطقوس اليونانية»، ص55)
Shafi da ba'a sani ba