Khurafa: Gabatarwa Ta Kankani
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
شكل 4-1: رقصة خصوبة الذرة الخضراء لقبيلة ميناتاري في أمريكا الشمالية، صورة رسمت بريشة جورج كاتلين في القرن التاسع عشر.
1
أما في مرحلة فريزر الثالثة التي تجمع بين السحر والدين، أخيرا يبدو أدونيس إلها. فإذا كان - في المرحلة الثانية - ما يحدث للنبات ينعكس على أدونيس، فإن ما يحدث في هذه المرحلة لأدونيس ينعكس من ثم على النبات. ويشير موت أدونيس إلى هبوطه إلى العالم السفلي ليقيم مع برسيفوني. ويفترض فريزر أن أدونيس أضعف من أن يرتقي بنفسه، سواء أكان يرغب في ذلك أم لا، ومن خلال تمثيل انبعاثه، يسهل البشر ارتقاءه بنفسه. ومن جانب تستعين عملية التمثيل بقانون التشابه السحري، ومن جانب آخر لا تجبر عملية التمثيل أدونيس، كما هي الحال في المرحلة الأولى، على شيء بل تدعمه، وهو الذي بالرغم من حالة موته الراهنة لا يزال يتمتع بما يكفي من الصحة لإحياء ذاته، وإن كان ذلك في ظل وجود مساعدة. وفي هذه المرحلة، لا تزال الآلهة تتحكم في العالم المادي، إلا أن تأثيرهم عليه فطري وليس متعمدا. ويعتبر تمثيل انبعاث أدونيس حافزا لانبعاثه الفعلي، ومن خلاله تبث الروح في النباتات من جديد.
ولكن حتى في هذه المرحلة، يتمثل الملمح الوحيد لحياة أدونيس الذي عرضه فريزر في شيء يوازي مراحل عملية الإنبات سنويا، وهو موته وانبعاثه، مع تجاهل الجوانب «غير الطبيعية» الأخرى في حياته بدءا من ميلاده الناتج عن زنا المحارم. والأدهى من ذلك أن موت أدونيس النهائي قد تم تجاهله، وهو موت غير طبيعي وقع بالقتل، بل بالقتل العمد. وإذا كانت حياة أدونيس ترمز إلى مراحل عملية الإنبات، يجب أن يستمر أدونيس في الموت والانبعاث، وهو ما لا يحدث. ولكن يتغلب أدونيس مهما كانت الوسائل على الموت سنويا في رواية أبولودورس، وإن كان ذلك لا يحدث إلى الأبد. وفي رواية أوفيد، لم يمت أدونيس قط من قبل ثم بعث، ولم تشعر فينوس بكل هذا الأسى لأن أدونيس مات ولم يعد مرة أخرى للحياة. كيف إذن ترمز حياته القصيرة الفانية إلى عملية الانبعاث الأبدي؟ وكيف يمكن أن يكون إلها؟ لا يجيب فريزر عن ذلك أبدا.
أخيرا، يعلن فريزر، الذي لا ينتبه إلى عدم الاتساق في طرحه، في الوقت ذاته عن أن حياة أدونيس في المرحلة التي تجمع بين السحر والدين ترمز إلى مراحل عملية الإنبات نفسها: فأسطورة قضاء أدونيس جزءا من السنة في العالم السفلي:
تفسر تفسيرا بسيطا وطبيعيا بافتراض أنه يمثل النبات، خاصة نبات الذرة، الذي يبقى مدفونا تحت الأرض نصف السنة، ثم يعاود الظهور فوق الأرض في النصف الثاني. (فريزر، «الغصن الذهبي»، ص392)
يثبت أدونيس الآن أنه ليس السبب في مصير النبات، بل لا يمثل سوى استعارة تشير لهذا المصير، لتوضيح أن ما يحدث للنبات في المرحلة الثالثة وكذلك المرحلة الثانية ينعكس على أدونيس، وليس العكس. وليس من السهولة بمكان استيضاح كيف تعد النظرية الطقوسية للأسطورة ممكنة في حال عدم وجود إله يمكن إحياؤه طقوسيا، وعندما لا يكون هناك سوى وصف - وليس تفسيرا - لمراحل الإنبات. وفي النظر إلى الميثولوجيا على أنها وصف رمزي للعمليات الطبيعية، يشبه فريزر مجموعة من المنظرين الألمان في القرن التاسع عشر يعرفون عن حق بأنهم خبراء في الأسطورة الطبيعية.
جين هاريسون وإس إتش هوك
شهدت النظرية الطقوسية للأسطورة المرحلة التالية على يد جين هاريسون (1850-1928) وإس إتش هوك (1874-1968)، الرائدين الإنجليزيين للمجموعة الرئيسة الأولى من علماء النظرية الطقوسية للأسطورة: دارسي الحضارتين اليونانية والرومانية ودارسي الكتاب المقدس. والجدير بالذكر أن رؤى جين هاريسون وإس إتش هوك متقاربة؛ فكلاهما يتبع النسخة الأولى من النظرية الطقوسية للأسطورة - التي وضعها فريزر - في جزء كبير منها، على الرغم من أن هوك، الذي يتميز بعدم اتساقه مثل فريزر، يتبع أحيانا نسخته الثانية. ولكن على عكس فريزر، تفترض هاريسون وهوك عدم وجود مراحل مختلفة تسبق مرحلة السحر والدين. ويبدأ كلاهما بمرحلة تكافئ مرحلة السحر والدين مجتمعين في نظرية فريزر . ومثل فريزر، يعتبر كلاهما أن النظرية الطقوسية للأسطورة هي النظير القديم والبدائي للعلم الحديث، الذي لا يحل محل النظرية الطقوسية للأسطورة فحسب، بل يحل محل الأسطورة والطقس في حد ذاتهما. والأهم من ذلك أن هاريسون وهوك ينهجان نهج فريزر في استعدادهما للنظر إلى الأديان السماوية عالية المقام حينئذ - أثناء حقبة اليونان الهيلينية وإسرائيل المذكورة في الكتاب القدس - كأديان بدائية. وكانت ولا تزال في الغالب الرؤية التقليدية والدينية تقول بأن اليونان وإسرائيل تقفان في مرتبة تعلو المساعي الجهولة والسحرية التي تبذلها الدول المجاورة لهما.
بتجاوز فريزر وهوك، تضيف هاريسون إلى طقس تجديد الإنبات طقس الابتداء أو التقديم إلى المجتمع، حتى إنها ترى أن الطقس الأصلي، بينما يمارس سنويا، فقد كان ابتدائيا بالكامل، في ظل عدم وجود أسطورة. إذن فهي ترى - وكذلك سميث - أن الطقس يسبق الأسطورة، وكان الإله مجرد صورة ذهنية للابتهاج الناتج عن ممارسة الطقس؛ بناء عليه، صار الإله إله النبات، ونشأت أسطورة الموت والانبعاث لذلك الإله، وأصبح طقس الابتداء طقسا زراعيا أيضا. وكما يموت المبتدئون رمزيا ثم يولدون من جديد كأعضاء ناضجين في المجتمع، ينطبق الأمر على إله النبات، وبالتالي تموت المحاصيل حرفيا ثم تولد من جديد. وفي النهاية، يتلاشى الجانب الابتدائي للطقس المجمع، ولا يبقى سوى طقس فريزر الزراعي.
Shafi da ba'a sani ba