الأبنية مما يحتاج إليه الناس والدواب، وجم آلة الحرب كلها، حتى إذا جمع فيها كل ما يريد أمر الريح العاصف فدخلت تحت خشب تلك السفينة فاحتملتها إذا استقلت أمر الريح فتحملهم إلى حيث يريدون، وإنْ الريح لتمر بالزراعة فلا تحركها فكان كذلك ﷺ حتى إذا كان غد، غدا إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه فتفقد الطير الذي يظله من الشمس، فرأى فيما يعمون موضع الهدهد مفتوحا للشمس، (فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان منالغائبين) أخطأه بصري أم غاب فلم يحضر، فلما عرف أنَّه غاب قال (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتني بسلطان مبين)، أي بحجة في عذره في غيبته، ذكروا أنْ عذابه بنتف ريشه (فمكث غير بعيد)، ثم جاء الهدهد فقال له سليمان: ما خلفك عن نوبتك؟ (فقال: أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين)، إني أدركت (امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم، وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون. . قال سننظر أنَّ صدقت أم كنت من الكاذبين. اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم) - أي عن قريبا منهم - (فانظر ماذا يرجعون) ثم كتب معه: بسم الله
الرحمن الرحيم. من سلمان بن داود، إلى بلقيس ملكة سبأ وقومها. أما بعد فلا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين. فأخذ الكتاب الهدهد برجله - وقيل بمنقاره - وانطلق حتى أتاها، فألقى الها الكتاب، فوقع في حجرها،
1 / 79