٢٤- كتاب صلاة العيدين:
قال الرافعي: يروى أن أول عيد صلى فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عيد الفطر من السنة الثانية من الهجرة.
قلت: قاله أهل السير كذلك. ثم قال: لم يزل يواظب على صلاة العيدين حتى فارق الدنيا.
قلت: هذا مستفيض يقرب من التواتر. قال: ولم يصل العيدين بمنى؛ لأنه كان مسافرًا كما لم يصل الجمعة.
قلت: لا شك في ذلك ولا ريب، ومراده بالجمعة في غير حجة الوداع، أما فيها فلا يمكن؛ لأن الوقفة كانت بالجمعة ونفر صلى الله تعالى عليه وسلم، من منى النفر الثاني، فأين الجمعة؟ أو يحمل كلامه على أن مراده بالجمعة في السفر لا في منى١.
٧٩٧- حديث: أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال على الصفا: "الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر".
ذكره الشافعي في الأم كذلك. ورواه مسلم من رواية جابر في حديثه الطويل بلفظ: بدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على
_________
١ بهامش الأصل: قوله فلا يمكن كلام مشكل؛ لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم، كان يمكنه أن يصليها بمنى ثم يذهب إلى عرفات أو يصليها بنمرة في مسجد إبراهيم أو بعرفات أو بغير ذلك ثم يقف. وانظر التلخيص الحبير ٧٩/٢.
1 / 229