Takaitaccen Turakun
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Mai Buga Littafi
دار صادر
Inda aka buga
بيروت
(أفديك من بَحر أَتَى ... مبدي الْعَجَائِب والصنوف)
(من بَعْضهَا الحسنا الَّتِي ... تنبي عَن الْفضل المنيف)
(جَاءَت تجر الذيل من ... تيه على رغم الأنوف)
(سترت صباح جبينها ... بظلام شعر كالسجوف)
(فدهشت مذ أَبْصرت مِنْهَا ... الْفرق كالبرق الخطوف)
(ووقفت إجلالًا لَهَا ... ولمثلها حتم الْوُقُوف)
(وسألتها حسر اللثام ... بِحل مَعْنَاهَا اللَّطِيف)
(فَأَبت وآبت وَهِي لم ... تَحَنن على فكري الضَّعِيف)
(فَضربت تخت الِاجْتِمَاع ... فجَاء بالشكل الظريف)
(فَوَجَدتهَا لمريدها ... لم تلف بِالطَّلَبِ الْخَفِيف)
وَكَانَت وَفَاته وَهُوَ شَاب فِي حَيَاة أَبِيه لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس لَيْلَة من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف وَدفن بمقبرة الفراديس
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الملقب شهَاب الدّين باجابر الْحَضْرَمِيّ ذكره الشلي فِي تَارِيخه الْمُرَتّب على السنين وَقَالَ فِي تَرْجَمته ذُو السودد الظَّاهِر وَالْفضل الباهر أَخذ عَن وَالِده الشَّيْخ مُحَمَّد وتربى تَحت حجزه وتحلى بجواهر بحره وَأخذ عَن غَيره من الْعلمَاء ورحل إِلَى الْهِنْد وَأخذ عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن شيخ وَغَيره وَله نظم حسن ومدائح فِي السَّادة قَالَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر مدحني بقصيدة يَقُول فِيهَا
(وَمَا قصدي الْجَزَاء سوى انتسابي ... إِلَى عليا كم يَوْم الْقِيَامَة)
فَكَانَ من اخْتِيَار الله تَعَالَى لَهُ بِمُقْتَضى حسن نِيَّته إِلَى أَن مَاتَ قبل أَن يفتح الله علينا بِشَيْء من الدُّنْيَا وتأسفت على مَوته جدا وَكنت كلما ذكرته استثار مني الْحزن انْبَعَثَ الأسى والندم حَتَّى كَانَ مصابي بِاعْتِبَار ذَلِك جَدِيدا فِي كل آن ثمَّ كنت كثير الترحم عَلَيْهِ وَالدُّعَاء لَهُ وصنفت فِي أخباره وَمَا جرياته كتابا سميته صدق الْوَفَاء بِحَق الإخاء وَكَانَت وَفَاته بِبَلَدِهِ لاهور من الديار الْهِنْدِيَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى بعد الْألف رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان شهَاب الدّين الْمُتَوَلِي الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الْمصْرِيّ الإِمَام الْمُؤلف الْمُحَرر المتقن ذكره الشَّيْخ مَدين القوصوني فِيمَن تَرْجمهُ فَقَالَ بركَة الْمُسلمين ومفيد الطالبين شَيخنَا أَحْمد شهَاب الدّين كَانَ ورعًا متواضعًا وَكَانَ
1 / 274