171

Takaitaccen Turakun

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

بالإقراء على قضاتها كقاضي الْجَمَاعَة بفاس الْعَلامَة أبي الْقَاسِم بن أبي النَّعيم الغساني وَهُوَ كَبِير ينيف على سِتِّينَ وَكَذَا قَاضِي مكناس الرحلة مؤلف صَاحب أبي الْعَبَّاس بن القَاضِي المكناسي لَهُ رحْلَة للشرق لَقِي فِيهَا النَّاس وَهُوَ أسن منى ومفتي مراكش الرجراجي وَغَيرهم وأفتيت بهَا لفظا وكتبا بِحَيْثُ لَا تتَوَجَّه الْفَتْوَى فِيهَا غَالِبا إِلَّا إِلَى وعينت إِلَى مرَارًا فابتهلت إِلَى الله تَعَالَى أَن يصرفهَا عني واشتهر اسْمِي فِي الْبِلَاد من سوس الْأَقْصَى إِلَى بجاية والجزائر وَغَيرهمَا وَقد قَالَ لي بعض طلبته لما قدم علينا مراكش لَا نسْمع فِي بِلَادنَا إِلَّا بإسمك فَقَط انْتهى هَذَا مَعَ قلَّة التَّحْصِيل وَعدم الْمعرفَة وَإِنَّمَا ذَلِك كُله مصداق قَوْله
أَن الله لَا ينْزع الْعلم الحَدِيث وَقد ناهزت الْآن خمسين سنة بتاريخ يَوْم الجعة مستهل صفر عَام اثنى عشر بعد الْألف انْتهى كَلَامه قلت وَمن لطائفه مَا نَقله عَنهُ بعض الشُّيُوخ إِذا حضر صالب الْعلم مجْلِس الدَّرْس غدْوَة وَلم يفْطر نَادِي مُنَاد من قَعْر جَوْفه الصَّلَاة على الْمَيِّت الْحَاضِر وَكَانَت وَفَاته فِي سَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى
أَحْمد بن شيخ أَحْمد موَالِي الرّوم الْمَعْرُوف بشيخ زَاده قَاضِي قُضَاة الشَّام ذكره النحم فِي ذيله وَقَالَ فِي تَرْجَمته ولي قَضَاء الشَّام من دَار الحَدِيث السليمانية فَدَخلَهَا فِي أَوَائِل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَألف وَكَانَ عَلامَة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَله المام تَامّ بعلوم البلاغة فَاضلا فِي الْفِقْه وَكَانَ يُبَاشر الْأَحْكَام بِنَفسِهِ ويتحرى الْحق فِيهَا متصلبا فِي الْحق يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْخُصُوم وَإِلَى نوابه المره بعد الْمرة فَلَا يَأْخُذ مِنْهُم شَيْئا حَتَّى تَنْتَهِي الدَّعْوَى فَيَأْخُذ مِنْهُم بِرِفْق وَكَانَ مقتصدا فِي أَحْوَاله وَيَقُول الإقتصاد خير من الْجور على النَّاس وَكَانَ لَهُ إِنْكَار على مَا يرَاهُ من الْمَنَاكِير حَتَّى أَمر بِإِزَالَة عشة اليمانية غربي الْجَامِع الْأمَوِي بَعْدَمَا كَانَ وَضعهَا أحد رُؤَسَاء الْجند بالدق والمسمار وَقَالَ التحجير فِي الْمَسْجِد لَا يجوز وَلم يسْتَطع أحد إِلَّا التَّسْلِيم لأَمره لموافقته الشَّرْع وأعيدت بعد عَزله بسنوات وَكَانَ متقيدا بأوقاف الْجَوَامِع والمساجد بِدِمَشْق مشددا على متوليها وينكر على النَّاس سكناهم فِي الْمدَارِس وَكَانَ يحضر بالجامع الْأمَوِي للْجَمَاعَة فِي أَكثر الْأَوْقَات وَيَطوف كل يَوْم بعد صَلَاة الصُّبْح بالجامع وَينظر فِيمَا فِيهِ وحواليه وَكَانَ يواجه أَحْمد باشا الْحَافِظ نَائِب الشَّام بالإنكار عَلَيْهِ والنصيحة وَكَانَ الْحَافِظ بكرمه ويجله إِلَى أَن وصل خبر عَزله عَن قَضَاء الشَّام

1 / 172