160

Takaitaccen Turakun

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

(لَا تدعني إِلَّا بياعبدها ... فَإِنَّهُ أشرف أسمائي)
يُشِير إِلَى شرف مقَام الْعُبُودِيَّة وَلذَا قَالَ سُبْحَانَهُ ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ﴾ وَمثله قَول الآخر
(وَمِمَّا زادني شرفا وتيها ... وكدت باخمصي أَطَأ الثريا)
(دخولى تَحت قولاك ياعبادي ... وجعلك خير خلقك لي نَبيا)
انْتهى مَا أوردهُ لَهُ وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع بعد الْألف وَسبب شهرته بقعود أَنه حج صُحْبَة الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْبكْرِيّ فأركبه الشَّيْخ قعُودا كَانَ هُوَ يركبه لأجل الْمَنَام فِي الطَّرِيق فاتفق لما وصلا إِلَى الْمَدِينَة بعد تَمام الْحَج أَن الْجمال جاءها وأخبرهما أَن الْقعُود مَاتَ فَاغْتَمَّ صَاحب التَّرْجَمَة حِينَئِذٍ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ لَا تغتم نركبك أحسن مِنْهُ فَلم يفده فَذهب وَهُوَ متغير الْحَال إِلَى النَّبِي
وَذكر ذَلِك تجاه الضريح وَإِذا بالجمال رَجَعَ مُتَعَجِّبا إِلَى الشَّيْخ يُخبرهُ أَن الْقعُود حَيّ فاشتهر من ذَلِك الْخَبَر بقعود هَكَذَا رَأَيْته بِخَط بعض المصريين
أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن اليمني من الكمل الْمَشْهُورين ولد بقرية عينان وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه ثمَّ أمره أَبوهُ بِالسَّفرِ إِلَى تريم لزيارة من فِيهَا وللأخذ عَن الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَحْمد بن علوي وَكَذَا إخوانه أَمرهم أبوهم أَبُو بكر بِالْأَخْذِ عَن بني علوي وَسُئِلَ عَنْهُم فَأثْنى عَلَيْهِم خيرا وَقَالَ أزهدهم أَحْمد وَحج أَحْمد مرَّتَيْنِ وَلَقي جمَاعَة من العارفين وَلزِمَ الطَّاعَة وَدخل بندر عدن لزيارة أبي بكر وَمن بِهِ من بني العيدروس ثمَّ قصد زِيَارَة الشَّيْخ أَحْمد ابْن عمر العيدروس إِلَى دَاره فَخرج الشَّيْخ أَحْمد للقائه وَلما رأى كل مِنْهُم صَاحبه وقف تِلْقَاء وَلم يكن بَينهمَا مصاحبة وَلم يكلم أحد مِنْهُمَا صَاحبه وَلما سُئِلَ صَاحب التَّرْجَمَة عَن ذَلِك قَالَ حَال بَيْننَا نور منعنَا أَن نتكلم بِلِسَان الْمقَال وَرجع كل مِنْهُمَا إِلَى مَحَله ورحل صَاحب التَّرْجَمَة من عدن إِلَى بندر الشحر فَأَقَامَ بِهِ وطار صيته وقصده النَّاس من كل مَكَان وَعم نَفعه وَظهر لَهُ كرامات وخوارق مِنْهَا أَنه لما دخل مَكَّة أَتَى لزيارة الشريف إِدْرِيس بن حسن بن أبي نمى فَقَالَ لَهُ ستلى أَمر الْحجاز بعد أَخِيك أَبى طَالب وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَمِنْهَا مَا أخبر بِهِ الشَّيْخ الْعَارِف مُحَمَّد بن علوي أَن الشَّيْخ أَبَا بكر الشهير بقعود الْمصْرِيّ حصل بَينه وَبَين صَاحب التَّرْجَمَة محبَّة شَدِيدَة وَلما خرج من مَكَّة خرج قعُود مَعَه للموادعة وَلما رَجَعَ فقد خَاتمه وَكَانَ فِيهِ وفْق عَظِيم وَكَانَ لَهُ

1 / 161