Takaitaccen Turakun
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Mai Buga Littafi
دار صادر
Inda aka buga
بيروت
مرضيًا وَتُوفِّي وَهُوَ شَاب فآلت إِلَى أبي طَالب صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ ذَا فكر صائب وشجاعة عَظِيمَة وفضيلة باهرة وفَاق سَائِر إخْوَته وَبعد مَا حكم بالنيابة عَن أَبِيه مُدَّة أَمر أَبوهُ أُمَرَاء الْحجاز أَن يلبسوه الخلعة الْكُبْرَى وألبسوا وَلَده عبد الْمطلب الخلعة الثَّانِيَة فلبساهما ثمَّ جهز من أَتْبَاعه الْأَمِير بهْرَام بهدية سنية إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة فِي هَذَا الْخُصُوص وَالْتمس من السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بن السُّلْطَان مُرَاد تقريرًا بذلك فَأُجِيب إِلَى ملتمسه وَرجع بهْرَام بالتقارير وَصُورَة منشورة مَذْكُورَة فِي رَيْحَانَة الخفاجي وَهُوَ من إنشائه لكنه مطول أَعرَضت عَن كِتَابَته لطوله ويعجبني مِنْهُ مَحل وَهُوَ قَوْله فِي مُخَاطبَة الشريف حسن وَقد ورد من جنابه رَسُول تَلقاهُ من سدتنا نسيم الْقبُول إِذْ جاب الفيافي من خزنها وسهلها وَأدّى الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا وَكَانَ كالميل سلك بَين الجفون فأجاد ومتع الْعُيُون بإثمد الصّلاح والسداد وَمَعَهُ منشور أرق من نسيم السحر مُعرب عَن الْعين بالأثر فَأخْبر أَن مرسله أَرَادَ الْفَرَاغ وَمَا على الرَّسُول إِلَّا الْبَلَاغ وتضمن منشوره الْمَذْكُور أَنه أَرَادَ الاسْتِرَاحَة من نصب المناصب والتقاعد عَمَّا بهَا من الْمَرَاتِب رَغْبَة عَن زخرف الْحَيَاة إِلَى خدمَة سَيّده ومولاه وَأَن نجله النجيب الْجَلِيل الحسيب النَّاشِئ فِي حجر الشّرف الباهر الْمُسْتَخْرج من أطيب العناصر لَيْث غابة بيض الصفاح وَسمر العسالة الرماح عَلَيْهِ أَمارَة الْإِمَارَة ومخايل النجابة والصدارة
(بلغ السِّيَادَة فِي ابْتِدَاء شبابه ... إِن الشَّبَاب مَطِيَّة للسودد)
وَسَأَلَ أَن نقلده صارم إِمَارَة تِلْكَ الديار وَمَا يتبعهَا من الْبلدَانِ والأقطار على مَا جرت بِهِ عَادَة سلفه الَّذِي سلف وقانون من خَلفه من الْخلف فأجبناه إِلَى مُرَاده وأمددناه بإسعافه وإسعاده لِأَنَّهُ إِنَّمَا نزع صارمه من يَده إِلَى يَده الْأُخْرَى وَجعله من بعد يمن الْيُمْنَى فِي يسَار الْيُسْرَى فسارت الْإِمَارَة من حرم إِلَى حرم وَلم تخرج من جيران نجد وَذي سلم وخلعنا عَلَيْهِ حللًا تأنق واشيها ورقت حواشيها ونظرنا إِلَيْهِ بنظرنا الَّذِي هُوَ اكسير أَن يحسن فِي الْعَمَل وَالتَّدْبِير وَينظر إِلَى الرعايا بِعَين الرِّعَايَة ويصونهم عَن أهل الضَّلَالَة والغواية ويؤمن تِلْكَ الْمَنَاسِك ويحرس تِلْكَ المسالك ويختار من قومه من يحرسها من الْأَعْدَاء ويحميها من كل قَاصِر فِي فعله تعدى وَيبْطل مَا فِيهَا من المكوس والمظالم وَيُقِيم الْحُدُود على مستحقيها من كل بَاغ وظالم ليخلد فِي صَحَائِف تِلْكَ الْبِلَاد الْحَسَنَات ويمحو مَا فِيهَا من آثَار السَّيِّئَات ويتصرف
1 / 132