وعن الحافظ أبي النصر السِّجْزِي (١)، أن قول الراوي بَلَغَنِي، يُسمى معضلًا كقول مالك: بلغني عن أبي هريرة ﵁ (٢).
فرع
إذا وقف تابعُ التابعيِّ حديثًا على التابعي وهو مرفوع متصل عند ذلك التابعي، فقد جعله الحاكم (٣) نوعًا من المعضل.
نحو قول الأعمش عن الشعبي "يقال للرجل يوم القيامة عملت كذا وكذا" الحديث فقد رواه الشعبي عن أنس (٤)، وأعضله الأعمش لأن التابعي أسقط اثنين، الصحابي والرسول ﷺ.
قلت: لا يجوز أن يُنسَب هذا القول إلى التابعي ويُوقَف عليه لأن مثل هذا لا يَصدُر عن التابعي استقلالًا، بل لا بد فيه من السَّماع من صاحب الوحي ﵇.
الشَّاذ والمُنْكَر:
قال الشافعي: هو ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الناس (٥).
_________
(١) الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة، أبو نصر، عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري السجستاني، شيخ الحرم، المتوفى في سنة ٤٤٤ هـ ينظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٥٤).
(٢) ينظر مقدمة ابن الصلاح (ص ٢١٧).
(٣) معرفة علوم الحديث (ص ٨٠).
(٤) أخرجه مسلم مرفوعًا (٢٩٦٩).
(٥) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١٨٣)، عن الشافعي به.
1 / 76