النَّاسِخ وَالمَنْسُوخ:
الناسخ، كل حديث دلَّ على رفع حُكم شرعي سابق، ومنسوخه كل حديث رُفِع حُكمُه الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه، وهذا فن صعب مهم كان للشافعي ﵀ فيه يَدٌ طُولَى، وسَابِقَةٌ أُولى.
وأدخل بعض أهل الحديث فيه ما ليس منه، لخفاء معناه [وقد تكلم الناس في حدِّ النَّسخ، ومن أجود حدٍّ فيه؛ قولهم: رفع حُكمٍ شَرعي بِدَليلٍ شَرعي مُتأخِر] (١).
وهذا النَّوعُ منه ما يُعرف بنص النبي ﷺ مثل "كُنْتُ نَهَيتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوهَا" (٢).
ومنه ما عُرف بقول الصحابي مثل "كَانَ آَخِر الأَمْرَينِ مِنْ رسوُلِ اللهِ ﷺ تَركُ الوضُوءِ مِمَّا مَسَّتهُ النَّار" (٣).
ومنه ما عُرف بالتاريخ كحديث "أَفْطَرَ الحَاجِم وَالمحجُوم" (٤).
وحديث "احْتَجَمَ وَهُو صَائِمٌ" (٥)، بيَّن الشافعي ﵀ أن الأول كان
_________
(١) ما بين معقوفين سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز).
(٢) أخرجه مسلم (٩٧٧) وأبو داود (٣٢٣٥) والنسائي (٤/ ٨٩)، وغيرهم.
(٣) أخرجه أبو داود (١٩٢) والنسائي (١/ ١٠٨) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري.
(٤) أخرجه أبو داود (٢٣٦٩) وابن ماجه (١٧٥٠) وغيرهما من حديث ثوبان ﵁، وفي الباب عن غير واحد من أصحاب النبي ﷺ.
(٥) أخرجه أبو داود (٢٣٧٤) وابن ماجه (٣١٩٩) وغيرهما من حديث ابن عباس ﵁.
1 / 67