والأول إما في الإسناد، كحديث شعبة، عن العوام بن مُرَاجِم بالراء والجيم، صَحَّفَهُ يحيى بن معين، فقال: مزاحم بالزاي والحاء (١).
وإما في المتن كحديث؛ "مَنْ صَامَ رَمَضَان وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال" ... فصحف أبو بكر الصولي فقال "شيئًا" بالشين المعجمة.
والثاني أيضًا إما في الإسناد كحديث؛ يُروى عن عاصم الأحول رواه بعضهم فقال واصل الأحدب قال الدارقطني (٢): هذا من تصحيف السَّمْعِ لا من تصحيف البصر، لأنه لا يشتبه في الكتابة.
وإما في المتن؛ كحديث عائشة ﵂ عن النبي ﷺ في الكُهَّان قر الزجاجة بالزاي وإنما هو الدجاجة بالدال.
أو معنى كما حَكَىَ الدارقطني عن أبي موسى محمد بن المثنى العَنَزي أنه قال: نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة، صلى إلينا رسول الله ﷺ، يريد ما ثبت في الصحيح "أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَلَّىَ إلى عَنَزَة"، وهي حربة صغيرة تُنْصَب بين يديه، فتوهم أنه ﷺ صلَّى إلى قبيلتهم بني عنزة، وهذا تصحيف عجيب، والله أعلم (٣).
الإسناد العالي:
خصيصة هذه الأمة، وسُنَّة من السنن البالغة، وطلب العلو فيه سُنَّة
_________
(١) ينظر العلل للدارقطني (٣/ ٦٤).
(٢) ينظر مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٧٦).
(٣) أخرجه الخطيب في الجامع (١/ ٢٩٥).
1 / 58