[فائدة: البَزْدَوي في القسم الأول المشهور (١): ما كان من الآحاد في الأصل، ثم انتشر، فصار ينقله قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب وهم القرن الثاني والثالث بعد الصحابة ومن بعدهم، فأولئك قوم ثقاة أئمة ولا يُتَّهمون، فصار بشهادتهم وتصديقهم، بمنزلة المتواتر، حُجَّة من حجج الله تعالى.
حتى قال الجَصَّاص: إنه أحد قسمي المتواتر، فيمتاز عن المتواتر بأنه يوجب علم طمأنينة، والمتواتر علم يقين.] (٢)
الغَريِب والعَزِيز:
قال الحافظ بن مَنْدَهْ: الغريب؛ كحديث الزهري (٣) وأشباهه، ممن يُجمَعُ حديثُه لعدالته وضبطه، إذا تفرد عنهم بالحديث رجل، سُمي غريبًا (٤)، فإن رواه عنه اثنان أو ثلاثة؛ سُمي عزيزًا وإن رواه جماعة سُمي مشهورًا.
ومن الأفراد ما ليس بغريب [كالأفراد المضافة إلى البلدان، وينقسم الغريب مطلقًا إلى صحيح] (٥) كالأفراد المُخرَّجة في الصحيح، وإلى غير
_________
(١) أصول البزدوي (ص ١٥٢).
(٢) ما بين معقوفين سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز)، (د).
(٣) في المطبوعة (الترمذي)، والمثبت من (ز)، (د) وينظر مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٥٦).
(٤) زاد في المطبوعة [فالحاصل أن الغريب: هو الذي انفرد به العدل الضابط ممن يجمع حديثه ويقبل]، والمثبت من (ز)، (د)، بدون هذه الزيادة.
(٥) ما بين معقوفين سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز)، (د).
1 / 56