Takaitaccen Yau da Shudhur

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
53

Takaitaccen Yau da Shudhur

خلاصة اليومية والشذور

Nau'ikan

الصراحة - أي إظهار شعور النفس في حقيقته - خلق فطري في الإنسان، ولكن الرياء والمواربة والنفاق والمجاملة مستحدثات متصنعة أوجدها تداول الحاجة بين الناس؛ ففي القرى حيث تقتصر حاجة كل إنسان على ساعده ترى الغلاظة والخشونة في الكلام، وتراهم أبعد ما يكونون في حديثهم عن الكياسة والتزويق، وكذلك بين النساء الجاهلات بالحاجات المعنوية في العشرة والمسامرة وتبادل العواطف، فإن الصراحة عندهن على أتمها؛ لأنه قل أن توجد بينهن امرأة تحتاج في مؤنتها إلى امرأة أخرى؛ لاعتمادهن جميعا من هذه الوجهة على الرجال.

ومتى ازدحمت الأعمال بتقدم العمران واعتمد كل عامل في عمله على ذاته؛ قلت كذلك المجاملات الفارغة واقتصر الناس من الكلام على الضروري المفيد ونبذوا اللغو والهذر.

وربما كانت هذه الجفوة التي عرف بها العنصر السكسوني في ألمانيا وأمريكا وإنكلترا من لزائم الاعتماد على النفس واستقلال الفكر، وهما الخلقان اللذان امتاز بهما أبناء هذا العنصر بين عناصر البشر، كما يمكن أن نرجع بهذه المجاملة المستسمجة بيننا إلى عدم استقلالنا والتعويل على غيرنا قبل أنفسنا في قضاء حوائجنا.

محك المعجزات

للفيلسوف الإنكليزي دافيد هيوم ميزان دقيق يزن به المعجزات، قال في بعض فصوله ما معناه: إذا أخبرك رجل عن معجزة فانظر إن كان تكذيب ذلك الرجل مستحيلا أبعد من استحالة وقوع تلك المعجزة فصدقه.

فمثلا: إذا جاءك رجل وقال إنه رأى الشمس تطلع من الغرب بعد نصف الليل، فإذا كان وقوع ذلك الأمر الخارق أقرب إلى الاحتمال من كذب رجل أو مائة رجل مثله أو ألف أو مليون فصدق المعجزة، وإلا فاقطع بأنها ملفقة.

حقيقة الشعور بجمال التصوير

في استحساننا للصور شيء من الإعجاب الخفي بإتقان المصور، فيتفاوت إعجاب الناظر على حسب الدرجة التي يقدرها للإتقان في نظره؛ فصاحب الذوق الساذج يكتفي بتخطيط «كروكي» عن مجمل الشكل المرسوم، فلا يطالب الرسام إذا رسم رجلا بأكثر من أن يأتي به كاملا لا ينقص عضوا من أعضائه، فيبحث عن الرأس والعين والأنف والأذن ... إلخ هل لها علامة ظاهرة في الرسم أم لا؟ ثم لا يعنى بمضاهاتها على الأصل، يطلب منه رجلا لا يلتبس عليه بالقرد أو جملا لا يلتبس بالزرافة.

ذلك أننا تعودنا أن نعجب دائما بالصانع في صنعته على قدر ما استلزمته من الحذق والقدرة، وعلى قدر ما لدينا من إدراك ذلك الحذق وتلك القدرة، فنحن تروقنا صورة اليد أكثر من الصورة الشمسية وإن كانت هذه في الواقع أضبط من الأولى وأدق منها انطباقا على الأصل، إلا أن استخراجها ليس فيه ما يشبع حاسة الغرابة؛ لأنه لا يشف عن البراعة التي يشف عنها استخراج الأولى، ولو كان للإعجاب بالصور سبب غير هذا السبب لكانت الثانية أولى بإعجابنا.

أعمار الموتى

Shafi da ba'a sani ba