Takaitaccen Yau da Shudhur

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
44

Takaitaccen Yau da Shudhur

خلاصة اليومية والشذور

Nau'ikan

الخال أشد عطفا من العم؛ لأن الرجل ينافس أخاه بأبنائه ولا ينافس أخته بهم، والعمة أشد عطفا من الخالة؛ لأن المرأة تنافس أختها بأبنائها ولا تنافس أخاها.

الرأي العام

لو استطعت أن أتمثل الرأي العام في صورة شخص واحد لرأيته فيلمانيا غاشما، هائل الجثة صعب المراس ضعيف الذاكرة، سريع التقلب، قريب التهيج، سهل القياد، متناقض الأفكار، يقبل كل ما يقال له من غير تدبر ولا إمعان، والساسة والزعماء وجماعة الصحف والأحزاب محتفون بذلك العملاق الغمر يملقونه ويصادونه فلا يكاد يصدقهم بهذه الأذن حتى يكذبهم بتلك، وهو تارة يهم بالبطش بهم وتارة يضحك لهم ملء شدقيه، ولا بد أن يكون كذلك مجموعة أفكار خليط من الناس لا يحتمل أيهم تبعة رأيه شخصيا.

هواجس ما بين القبور

كلفنا بالحياة فما الذي أغرانا بحبها، وكرهنا الموت فلماذا كرهناه؟ «سؤال فيلسوف الفلاسفة وأغبى الأغبياء سيان في العي عنه»، بل إن ذلك الفيلسوف - ولست أهينه - كالحيوان الأبكم والجماد الأصم سواء في الصمت أمام هذا السؤال.

سل حجرا: لماذا يأتلف بذراته ويحتفظ بشكله، سله عن هذين وهما مبلغ ما لديه من حياة، ثم سل من تشاء من جهابذة العلم وأساطين المعرفة علام آثر الحياة وكيف بدا له أن يتمسك بهذا البقاء؟! إنك لا تسمع منه صوتا أوضح من سكوت ذلك الجماد.

ألا أخلق بهذا الذي يدعونه تنازعا على البقاء أن يدعى سباقا إلى الفناء، سباقا من العفاء مبتدؤه ومنتهاه إلى العفاء، نحن كلنا في ذلك المضمار متلاحقون، السابق منا كالمسبوق، والأول والآخر سواء.

فهذا المالك المطاع، الذي لا يفرض على عباده أكثر من الإيمان إلى الغبراء برهانا على التذلل أمام عزته، والتصاغر لدى عظمته، دعه اليوم وعزة السلطان وأبهة المقام، ثم عد إليه بعد أيام، ألا ينتثر على تلك الغبرا ترابا تمشي عليه الدواب وتطأ فوقه الأنعام؟

وهذا الألمعي اللبيب: الذي تتلألأ كلماته في ظلمة الجهل تلألؤ النور في حلك الليل، ننافس يتيمات الدرر بأقواله تنزيها لها عن لفظ هذا الأنام، ونحاكي بنفائس الأعلاق معانيه إغلاء لها عن سائر الكلام ... أنظره إلى أيام، فما أقرب معدن ذلك الجوهر إلى معدن هذا الرغام عند كيمياء الحمام.

وهذا التياه بجماله، الفتان بدلاله، الذي تتهافت الأبصار على لمحة إليه، وتتلهب الشفاه إلى قبلة منه؛ أمهله أيضا إلى أيام ... ثم انظر أين منه تحت الثرى لحاظه الساحرة، وطلعته الباهرة ووجنته الناضرة ومراشفه العذبة الطاهرة، ألا ترى أحسن محاسنه غبارا ينفض عن الأحذية وتصان عنه الأقدام؟

Shafi da ba'a sani ba