Takaitaccen Yau da Shudhur
خلاصة اليومية والشذور
Nau'ikan
والحب الشريف والحب الخسيس معدنهما واحد وغرضهما واحد وطبيعتهما واحدة، والذين يتوهمون أنهم يعشقون لمحض التفرج على الجمال الصوري يخدعون أنفسهم، فإن من التماثيل المنحوتة ما هو أجمل صورة من أجمل امرأة في العالم، ومع هذا فنحن لا نشغف به ولا نتدله في حبه، وغاية الفرق بين الحبين الشريف والخسيس أن الأول حب العقلاء الذين يسوءهم تضحية أحبائهم لشهواتهم، وأن الثاني حب الحمقى الذين لا يفكرون في غير قضاء الشهوة.
وهو - أي العشق - أحد الشهوات؛ لأنه الشهوة الوحيدة التي لا تتم إلا بتراضي شخصين يحتاج كل منهما إلى الشمائل والأوصاف التي يصبو إليها الآخر ليقترب كل منهما إلى صاحبه من بين ألوف الرجال والنساء، فالخيبة في العشق هي اليأس من الذات التي لم يستحوذ على إعجابنا سواها من كل هذا الملأ، والتي لا يهمنا من كل هذا الملأ أن يعجب بنا سواها؛ هذه الخيبة أو هذا اليأس ليس معناه فقط عدم التمكن من قضاء شهوة، بل معناه أيضا أن العاشق ناقص فيما يسترعي إليه قلب المعشوق الوحيد الذي لا يبالي إن كان كاملا من هذه الوجهة في نظر غيره، أي ناقص فيما هو به رجل يستحق إعجاب المرأة التي وقع عليها اختياره من النساء، أو فيما هي به امرأة تستحق إعجاب الرجل الذي وقع عليه اختيارها من الرجال، بغض النظر في جميع ذلك عن فوارق الدرجة والمقام ، فإن هذه مميزات تميز رجلا على رجل أو امرأة على امرأة، ولكنها لا تميز ذكرا على ذكر أو أنثى على أنثى.
قطرتا ندى على فسيلة قبر
إمام عييت في الدنيا جهادا
قضيت وما قضيت بها مرادا
وما أبلاك إلا الهم داء
وشر الداء ما نال الفؤادا
ما كنت أقرأ مناعي الجرائد؛ لأنها بكاء مأجور كبكاء النائحات، لا تصادف فيها عين القارئ إلا ما تصادفه على ألواح الأضرحة عند النحات من أعلام مجردة لا تتبين وراءها وجها، ولا تستشف لها معنى.
ما كنت أقرؤها من قبل، ولكني في ذلك اليوم قرأتها، فقد كانت تبدو عليها كباوة الحزن وتعلوها غبرة الكمد، فقرأتها ثم قرأتها فإذا هي تنعي إماما العبد، فأعدت قراءتها فإذا هو بعينه إمام ... صاحبي إمام الذي ما تعودت أن أقرأ اسمه في الصحف إلا مقرونا بملحة من ملحه الرقيقة أو طرفة من طرفه المستظرفة.
أبيت أن أصدق الخبر، والنفس البشرية إذا أبت الموت لأحد لم تشأ أن تصدق نعيه، فما أكذب تعلاتك أيتها النفس! كان ذلك لو كان كل أمر إنما يجري على هواك ووفق مرادك، ولكن ما هذه التعلات منك والأمور كأنما تجيء عمدا على خلاف ما ترومين وبضد ما تشتهين.
Shafi da ba'a sani ba