ويحصل بهذه الخصال أيضا رفع الدرجات ، كما في صحيح الإمام مسلم رضي الله عنه ، من حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإن الملأ الأعلى يختصمون في كتابة الأجور لفاعلي ذلك ، ويستغفرون له ، ومن استغفر له الملائكة غفر له، ولا تستغفر الملائكة لعبد حتى تحبه، ولا تحبه حتى يحبه ربه .
في الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني / أحب فلانا فأحبه ، فيحبه 23 جبريل، ثم ينادي في السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض .
فهذا صريح بالمغفرة ؛ لأن الله إذا أحب عبدا لا تضره الذنوب ، قال الإمام أبو القاسم الجنيد ، سيد الطائفة : إذا رضي عنك أرضى عنك الخصوم .
ومنها ، أي من أسباب المغفرة ، ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : إذا قام العبد إلى الصلاة ، فقال : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ورأيته أيضا في تهذيب الأذكار ، لكن يقوله بعد تكبيرة الإحرام ، لأنها فرض ، وهذا سنة .
قال الإمام ابن رجب : وقد تكاثرت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بتكفير الخطايا بالوضوء ، من ذلك ما في صحيح مسلم ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ فأسبغ ، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ، ثم قال : من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه ، زاد القاضي الشهيد أبو يعلى: وما تأخر ، وكان مشيه إلى المسجد نافلة .
Shafi 28