ومن شوهده أيضا ما أخرجه ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى [ في أحسن تقويم ] (¬1) في أعدل خلق [ثم رددناه أسفل سافلين ] (¬2) يعني إلى أرذل العمر [إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ] (¬3) غير منقوص ، يقول : إذا بلغ المؤمن أرذل العمر ، وكان يعمل في شبابه عملا صالحا ، كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه ، ولم يضره ما عمل في كبره ، ولم تكتب عليه الخطايا .
وإسناده صحيح ، ومما يدل على شهرة هذا الحديث في المتقدمين ما قاله الحسين بن الضحاك من أبياته التي قال :
أما في ثمانين وفيتها عذير وإن أنا لم أعتذر
وقد رفع الله أقلامه عن ابن ثمانين دون البشر
وإني لمن أسراء الإل ه في الأرض نصب صروف القدر
فإن يقض لي عملا صالحا أناب وإن يقض شرا غفر
/ وله أيضا : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 17
أصبحت من أسراء الله محتسبا في الأرض نحو قضاء الله والقدر
إن الثمانين إذ وفيت عدتها لم تبق باقية مني ولم تذر
قال المصنف شيخ الإسلام (¬4) ( شعر ) :
يا رب أعضاء السجود عتقتها من فضلك الوافي وأنت الواقي
والعتق يسري في الفتى يا ذا الغنى فامنن على الفاني بعتق الباقي
انتهى ما انتخبه الشيخ شمس الدين الديري رحمه الله .
Shafi 23