والمراد ( بالخليفة ( أنه خلف من كان قبله من الخلق والخلف فيه مناسبة كما كان أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خلفه على أمته بعد موته وكما كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا سافر لحج أو عمرة أو غزوة يستخلف على المدينة من يكون خليفة له مدة معينة فيستخلف تارة بن أم مكتوم وتارة غيره واستخلف على بن أبى طالب فى غزوة تبوك وتسمى الأمكنة التى يستخلف فيها الامام ( مخاليف ( مثل مخاليف اليمن ومخاليف أرض الحجاز ومنه الحديث ( حيث خرج من مخلاف إلى مخلاف ( ومنه قوله تعالى ( وهو الذى جعلكم خلائف فى الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم ) وقوله تعالى ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا إلى قوله تعالى ثم جعلناكم خلائف فى الأرض ومنه قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم ) الآية وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربى أن ( الخليفة ( هو الخليفة عن الله مثل نائب الله وزعموا أن هذا بمعنى أن يكون الانسان مستخلفا وربما فسروا ( تعليم آدم الأسماء كلها ( التى جمع معانيها الانسان ويفسرون ( خلق آدم على صورته ( بهذا المعنى أيضا وقد أخذوا من الفلاسفة قولهم الانسان هو العالم الصغير وهذا قريب وضموا إليه أن الله هو العالم الكبير بناء على أصلهم الكفرى فى وحدة الوجود وأن الله هو عين وجود المخلوقات فالانسان من بين المظاهر هو الخليفة الجامع للأسماء والصفات ويتفرع على هذا ما يصيرون إليه من دعوى الربوبية والألوهية المخرجة لهم إلى الفرعونية والقرمطية والباطنية
وربما جعلوا ( الرسالة ( مرتبة من المراتب وأنهم أعظم منها فيقرون بالربوبية والوحدانية والألوهية وبالرسالة ويصيرون فى الفرعونية هذا إيمانهم أو يخرجون فى أعمالهم أن يصيروا ( سدى ) لا أمر عليهم ولانهى ولا إيجاب ولاتحريم
Shafi 44