15

Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

Bincike

عثمان جمعة خيرية

Mai Buga Littafi

دار الفاروق

Shekarar Bugawa

1410 AH

Inda aka buga

الطائف

- ٣ -

● لقد أنعم الله تعالى على هذا الإنسان عندما خلقه وزوَّده بكثير من المواهب والقدرات، التي تميزه عن سائر المخلوقات.

فقد كرمه الله تعالى وجعله مفضَّلًا على كثير من المخلوقات: ﴿ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً﴾. [سورة الإسراء، الآية ٧٠]، فقد ميزه الله تعالى بالعقل والإرادة والاختيار، فكان أهلاً لحمل أمانة التكليف والقيام بأعباء الخلافة في هذه الأرض:

﴿إِنَّا عرضنا الأمانة على السمواتِ والأرض والجبال فَأَبَيْنَ أن يحملنَها وأَشْفُقْنَ منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً﴾. [سورة الأحزاب، الآية ٧٢].

﴿وإذْ قال ربُّك للملائكة: إني جاعلٌ في الأرضِ خليفةً، قالوا: أتجعلُ فيها من يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدماءَ ونحن نسبِّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك؟ قال: إني أعلمُ ما لا تعلمونَ﴾. [سورة البقرة، الآية ٣٠].

وبمقدار ما يعطى الإنسان من مواهب وملكات بمقدار ما تَعْظُم مسؤوليته، فهذا الإنسان مكلّف ومسؤول، وقمة هذا التكليف والمسؤولية هي: العبادة.

* وليست هذه العبادة المفروضة، أياً كان لونها، سبباً لنفع الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، لا تنفعه طاعة الطائعين المتقين، ولا تضره معصية العصاة الفاجرين. قال الله تعالى:

﴿إن تكفروا أنتم ومَن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد﴾. [سورة إبراهيم، الآية ٨].

وفي الحديث القدسي فيما يرويه الرسول ﷺ عن ربه تبارك وتعالى: ((يا عبادي: إنكم لم تبلغوا ضَرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا

15