Tunanin Tunani da Rubuta jin Rai
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Nau'ikan
ونضف البغلة قوام وشدها
ويطخخه مشوار لتمن السيده
من شان عزومه وكل يوم على كده
حتى انبرى عظمه وجسمه انتحل
كأنه اتولد لا شك في طالع زحل
ترى الفرق شاسعا بين الاثنين وأن السهولة والانسجام يطاوعانه في الأخير، ليت شعري ما الذي حداه إلى تعريب هذه الروايات التمثيلية؟ أيريد أن يقدم بها التمثيل في عصره، أم ينفح القراء بمعجزات «راسين وموليير»، أم يهدي إليهم من الحوادث والوقائع ما يتفكهون به في أوقات فراغهم؟ وايم الحق إنها لا تصلح لهذا ولا لذاك، حتى إن اعتبرناها الاعتبار الأخير سئم منها القارئ وفضل عليها «روكامبول» و«اللص الشريف» وأمثالهما من الروايات المحشوة بالحوادث الغريبة والوقائع المدهشة.
تطاول قلم المعرب أيضا إلى الروايات القصصية التي تعد من أمهات كتب النثر الفرنسي فترجم رواية «بول وفرجيني» وسماها «الأماني والمنة في حديث قبول وورد جنة»، وكلنا نعلم أن هذه الرواية تعد في نوعها درة يتيمة لم يوفق أحد قبل مؤلفها ولا بعده أن يأتي بمثالها أو ينسج على منوالها، فكأنه دخل في قلب هذين الطفلين البائسين وقرأ ما خط فيهما من آيات الهوى العذري الطاهر وأخرجه للناس في قالب رقيق ساحر كأنه أنغام شجية تستهوي الأفئدة رقة وعذوبة.
عمد المترجم في تعريبه إلى السجع فمسخ هذه الآيات البينات وأقبر محاسنها وكساها ثوبا من الركاكة تنفر منه القلوب قبل الأسماع، وإني لمورد منها بعض جمل ليحكم القراء عليها، قال في أول الكتاب: قال الناقل لهذا الخبر الصحيح والقول الفصيح: بينما أنا في سياحتي على كفي تعبي وراحتي وإذا بجزيرة من جزر بحار أفريقية، فنزلت فيها على الجهة الشرقية، فرأيت تحت سفح الجبل من هذا المحل بمينا يقال لها: مينا الواس أرضا أفلحت لبعض الناس، ورأيت بها أثر عشتين صغيرتين في وسط حوض كائنتين.
ومنها: إني لا أطمع في هذا الفخر إلا لأنشره على ورد جنة، وأجعل ذكرها به يرن أعظم رنة، حتى تسير بذكرها الركبان وتصير به سيدة البنات والنسوان، وأنت يا أبتي، بالله عليك وحق خضوعي بين يديك إن كنت تعلم طرفا من الغيوب وأنه سيجتمع المحب بالمحبوب، فحدثني بالخبر الصحيح، وأدخل علي التفريح.
وقبل التكلم على «العيون اليواقظ» نذكر كلمة على «لافونتين» لنعرف درجته في الفضل.
Shafi da ba'a sani ba