Tunanin Tunani da Rubuta jin Rai
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Nau'ikan
اشتهرت بلاد الفراعنة من غابر الأزمان بخصبها وتقدمها في الزراعة، وكان الملك مسئولا عن فصول السنة، ويعتقدون أنه قادر على منح المطر ومنعه؛ لأنه كان في الوقت نفسه كاهنا وهب قوة الصوت ونفوذه السحري.
وأقدم دليل على ذلك نشيد النيل وهو أشبه بغناء سحري للاستسقاء، وقد لاحظ الناس الذين ابتدءوا بعمار هذا القطر عدة ظواهر للنيل، إذ يرون أمامهم نهرا يجهلون منبعه ويظنون أنه يخرج من حفرتين لا يعلم لهما قرار بين جزيرتي «الفيلة وإيليفانتين»، يتغير لون هذا النهر عدة مرات في السنة، فحينما تحترق الزروع من الرياح الحارة برمال الصحاري في شهر يونيه يكون لونه أزرق رائقا، ووقتما يزيد ويحمل بقايا النباتات المتخلفة من مستنقعات بحر الغزال يخضر لونه، «ويعتقدون أن هذا الماء الأخضر هو عبرات المعبودة إيزيس تبكي قرينها»، ثم يستمر في الزيادة ويتلون ماؤه بالحمرة كأنه دم قانئ فيغمر الشواطئ، ويترك فيها قبل أن يبارحها مقدارا عظيما من الطمي يخصبها ويجدد قواها.
تدل ترجمة المسيو «ماسبيرو » لنشيد النيل أن هذا النشيد مثال من النظم الشائق المختلط بالعزائم السحرية، ونذكر فقرته العاشرة لنقف على نموذج من أغانيهم:
الفقرة العاشرة لنشيد النيل: «يرتفع لأجلك نشيد الأعياد موقعا على «الهارب» ومسندا بالأيدي، يحبذك فتيانك وأطفالك، يعدون لك صفوف أولادهم الطويلة، أنت أفخم زينة للأرض، اجعل سفينتك تتقدم أمام أعين الناس، امنح الحبالى قوة عظيمة، أحبب نمو قطعان أنعامك.» (1-8) الأغاني السحرية والحب
كان للفتنة فن شهي يعد من العلوم القديمة، وهو مؤسس على أصول وقواعد واضحة قبل أن يصبح أمرا متداولا لأهواء زينة الحياة والابتداع الإنساني.
لم يكن هذا العلم مستعملا لمحض الزينة، بل كان يرمي لغرض حقيقي، وهو على نوعين؛ أحدهما موسيقى، والثاني كلام موزون، ولكن هذا الشكل الأخير صادر من الأول، وما الشعر في الحقيقة إلا موسيقى يعوزها جزء من أصولها.
وقد ترجم المسيو «ماسبيرو» أغاني للحب وجدت في البردي المحفوظ في «تورينو» بإيطاليا و«هاريس» بإنجلترا، وهي أشبه بنشيد الإنشاد - باب في التوراة - والبعض منها أشبه بعزائم سحرية، والمثال الآتي يدلنا عل شكلها: «أيها الحبيب الجميل! مناي أن أهيمن على محاسنك وشيمك بما لي من نفوذ الحليلة بأن نتريض سويا كما تريد وتهوى وأنت ممسك بذراعي، لأذكر وقتئذ توسلاتي لفؤادي الذي أصبح مندمجا في أحشائك، إن غاب عني حبيبي طول ليلي ولم يأت أكون بمثابة من ووريت في لحدها! ألم تكن أنت الصحة والحياة؟ أنت الذي تنعش بالصحة والمسرات فؤادي الذي ينشدك؟» - كثيرا ما يصادف المسيو ماسبيرو عقبات في الترجمة ككلمات باللسان الهيراطيقي المكتوب بعضه بأحرف يونانية قديمة أو محو في الكتابة أو تمزيق في البردي يذهب ببعض الكلمات، وغير ذلك، مما يجعل الترجمة في بعض الأحيان غامضة. (1-9) أغاني الحب عند هنود أمريكا
يشعر هنود أمريكا المتوحشون بنفس عواطف المتمدينين، فيعبرون عنها تعبيرا ناقصا لكنه مناسب قليلا، وإنا ذاكرون بعضا منها لقبائل «أوماها».
يقتصر الهندي على مقابلة أقارب أمه وأبيه ونفر قليل غيرهم، وحيث إن زواج أقارب الأبوين محرم عندهم فالبنت لا يسعدها الحظ بالعثور على زوج ممن حولها، فيلزم إذن أن ترتبط علاقات الحب سرا بطرق غريبة خارجة عن دائرة الأسرة.
وحينما يصادف الشاب الفتاة وهي ذاهبة لطلب الماء يراقب رجوعها ليعرف خيمتها، ويتربص في مكان غير بعيد ليتسنى للفتاة أن تسمع غناءه ليلفتها إليه ويحوز إعجابها.
Shafi da ba'a sani ba