263

Tunanin Tunani da Rubuta jin Rai

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

Nau'ikan

وحينما يتم له ذلك نقول له: لقد أتممت دراستك الفنية فهيا إلى الدراسة العملية، واذهب إلى باريس في أيام عطلتك الصيفية، وواظب على مشاهدة مسارح الكوميدي فرنسيز والأودييون وبورت سان مارثان، واجلس في الصف الأول لتراقب مشاهير الممثلين والممثلات لتتعلم منهم الوقوف والجلوس والمشي والإشارات وتنويع السحنة وطريقة الإلقاء، وأنواع النغمات في الفرح والحزن والغضب والحماسة والعطف والتأثر والحيرة والدهش والخوف وعظمة الملك وغير ذلك، وإن للخطيب صفات دقيقة تفوت أغلب الناس ولها مكانة عظيمة وعليها معول كبير في التأثير: (1)

أن يهيمن على نفوس سامعيه ويتملك قيادها، وذلك بنباهته وشدة إصغائه ولطفه وظرفه وأسلوبه. (2)

أن يتجنب كل عاطفة كبر وغرور وازدراء؛ فإن ذلك ينفر منه القلوب ويصرفها عنه وتزدريه. (3)

أن يرتب الموضوع ليسهل فهمه ورقة الأسلوب وصوغه بشكل أدبي؛ لأن الموضوعات حينما تكون علمية محضة عارية من ثوب الأدب تسئم وتمل وتمجها النفوس لا سيما إذا كان الموضوع طويلا جافا.

تلك نصائح نافعة صغتها في كلمات قلائل ليسهل تناولها، وعسى أن تهتم ناشئتنا بهذا الفن لترقيه في بلادنا وتنتشله من وهدة الانحطاط والسلام. (2) الأسد

من أعظم الضواري المعزوة إلى فصيلة الهر وأشدها بأسا الأسد «ملك الحيوان» قامة عظيمة، ونظر متوقد، ومظهر نبيل، واختيال في المشية، وأعضاء في غاية التناسب، ولبد يحيط برأسه ورقبته إحاطة الإطار الجميل بالصورة المتقنة يسترسل على كتفيه كطيالسة الملوك، وزئير يقصف كالرعد ويدوي لأبعد فج فيرتعد منه العالم الحيواني.

تجمعت في الضغيم هذه الصفات لتؤهله لأن يكون المسيطر الفرد، كله أعصاب وعضلات أكسبته قوة لا تثبت أمامها أعظم القوى، وجرأة لا تهاب الأخطار والمهالك عند الهجوم، وقصارى القول أنه أقوى وأشرف جميع السباع.

لا حاجة لنا بوصفه، إذ ما من أحد إلا رآه في حدائق الحيوانات ومسارح الوحوش، غير أننا نلاحظ أنه أعظم حيوان يمثل القسم غير المخطط من الفصيلة، ويمتاز بلون ثوبه المتحد ولبده المتكاثف الذي لا يشاهد في اللبؤة، وخصلة الشعر السوداء التي تزين نهاية ذنبه، وهو يفوق جميع أنواع الفصيلة قامة وجمالا.

مواطنه المنطقة الحارة، وكان في العصور الخالية موجودا في جنوبي أوروبا كما روى «هيرودوت»؛ حيث كانت هذه الضواري القديرة تهبط من جبال مقدونيه لتفترس مطايا «خشاير شاه»، ثم صارت نادرة في مقدونيه في عصر الإسكندر الأكبر إلى أن انقرضت من أوروبا في عهد الرومان، وكانت الأسود كثيرة الانتشار بآسيا ولكنها أصبحت الآن لا توجد إلا في جزيرة ما بين النهرين والشواطئ الشمالية لخليج العجم والشمال الغربي للهند.

يمتاز الأسد الآسيوي عن الإفريقي بقامته الربعة وغزارة خصلة شعر الذنب، وأصبحت أفريقية الآن وطن الأسد الحقيقي، وهناك يشاهد بجميع مظاهر جماله وعظمته، وهو شائع في هذه القارة إلا في بعض مواضع قليلة انقرض منها، وقد لوحظ أنه يختلف لونا وقامة حسب المواطن، ولكن جميع أنواعه في الطباع سواء.

Shafi da ba'a sani ba