Tunanin Tunani da Rubuta jin Rai
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Nau'ikan
يتساءل الناس: لم حازت هذه الرواية هذا القبول والنجاح وأبكت السامعين مع أنها ليست بأعظم ما كتب المؤلف؟ فنجيب بأن هذه الرواية هي تاريخ حقيقي للمؤلف مع صاحبته ماري دوبليسي، ودفاع مجيد عن قضيته الشخصية وعن حبيبته، فهي تفتن بسرعة ارتباط الحوادث ببعضها، وإنشائه السهل الذي لا يشوبه تكلف، وعواطفه المتأججة.
وقد انتقد البعض المؤلف ولاموه على تعضيد نظرية فاسدة ضارة بالنظام الاجتماعي، وهي تجديد شرف الساقطات بحب الشريف من الرجال، ولكنه ليس بأول كاتب اتبع هذه النظرية وقد سبقه كثيرون من زمن مديد، ولم يعد دوما هذه النظرية بشكلها القديم ولكنه أتانا بشكل حديث مؤثر حتى استطاع أن يبكي العيون الجامدة، وما وسع الناس بعدئذ إلا أن يهنئوه ويفخروا به.
ثم استخرج روائينا من تلك الرواية رواية تمثيلية مثلت لأول مرة بمسرح الفودفيل في 2 فبراير سنة 1852 وقد أحدثت انقلابا عظيما في فن التمثيل، ولم تك هذه الرواية جديدة بالنسبة لموضوعها أو فكرتها أو لأن الكاتب اختار موضوعا جديدا في مذهب «الرومانتسم» وهو استرداد اعتبار البغي وأعاد «ماريون دولورم»؛ بل لأنه أتي بشكل جديد وأظهر على المسرح مناظر وملابس الحياة الحاضرة، وأسس كوميديا الأخلاق الحديثة التي تشمل أخلاق العصر الحاضر في دائرتها وشكلها الحقيقي؛ ولذلك اقتفى أثره أغلب كتاب الروايات التمثيلية الذين انضموا في سلك مذهب «الريياليسم»؛ أي مذهب الحقائق.
كل هذه الظروف والاعتبارات التي شملت هذه الرواية جعلتها أكثر تداولا من جميع روايات المؤلف ولو لم تكن أهمها؛ لأن روايته الأخيرة «فرنسيون» التي مثلت لأول مرة سنة 1897 تعد صفوة مؤلفاته التمثيلية، وقد مثلها الممثل الشهير «ألوبارجي» بالأوبرا الملكية من خمس عشرة سنة تقريبا.
وكانت بعض روايات «دوما» يشوبها شيء طفيف من العيوب لتقليده للروائي الفرنسي «سكريب»، والخشونة في بعض المواضيع، والتكلف، والأحكام المنطقية التي تبعد من المعقول أحيانا، ولكن هذه الشوائب تبررت بظهور «فرنسيون» ودلت على نفحات جديدة أتت من فج عميق وأسعدت كاتبنا بهذا الرقي الباهر. (3-4) لاترافياتا
استخرج فردي من رواية الغادة ذات الكامليا الأوبيرا المسماة «لاترافياتا» وهي من أحقر مؤلفاته، وقد سقطت سقوطا أبديا من أول يوم مثلت فيه في «البندقية»، وقد قطعت جهيزة قول كل خطيب، إذ اعترف فردي نفسه بسقوطها، ونكتفي بسرد خطاب له كتبه في 9 مارس سنة 1853.
عزيزي لوكاردي
لم أكتب إليك بعد التمثيل الأول «للاترافياتا»، وإني أكتب إليك الآن بعد التمثيل الثاني، ولقد كانت النتيجة سقوطا بل سقوطا تاما ولا أدري على من يقع الخطأ؟ وأفضل الأمور السكوت، كما أني لا أريد أن أقول شيئا عن الموسيقى ولا أتكلم عمن ساعدوني.
فردي (3-5) ترجمة الرواية
ليت شعري! هل يجد الإنسان ما سردناه من المزايا النادرة من تلك البلاغة الساحرة، والتحاليل البسيكولوجية والأخلاقية، والفكاهات الرقيقة، والروح اللطيفة، والأبحاث الاجتماعية، والعواطف الملتهبة، والفن التمثيلي الذي يهيمن على السامعين بتأثيره ونظامه في الترجمة العربية؟
Shafi da ba'a sani ba