Tunanin Tunani da Rubuta jin Rai
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Nau'ikan
تبت يداك أيها الكافر الباغي! ثكلتك أمك أيها الظالم الطاغي! توالت عليك اللعنات! وصبت فوق رأسك المحن والآفات!
تنقض على الأبرار بدياجيرك المروعة وآلامك ومصائبك الفاجعة، فتعمي منهم الأبصار، وتسد عليهم المسالك ليكفوك شدة المطاردة، ويقفوا بين يديك حيارى أذلاء كسخال وديعة ترتعد أمام ذئب ضار، ثم انقض عليها يبقر بطن هذه ويشق ظهر تلك.
فمثلك كمثل الصائد الظالم يحرض بازيه على ظبية الكناس فيفقأ عينيها دون رحمة، ولو كان له قلب لما استطاع أن يثبت أمام ما تسدده إليه من نبال عينيها الدعجاوين أو يسلم من سحر جفونها الوطفاء؛ فتتخبط المسكينة تخبط من مسه الشيطان وعيناها غارقتان في دمائهما تنشدان دون جدوى نورا يهديها إلى كناسها ويريها جمال آرامها.
ترمي شباكك السوداء على العالم وهو مطمئن فتخرجه من نهر الهناءة إلى لظى العذاب والشقاء، ترسل أعوانك الأشرار إلى الطيبين الأبرار؛ فيسلبونهم نعيمهم، ويحرمونهم هناءتهم، ويعكرون صفوهم.
ما عهدت أعوانك إلا كالخفافيش والبوم ينامون النهار ويقومون الليل، فترشدهم لاختلاس الأموال، وقطع الطرق، وإزهاق النفوس، وهتك الأعراض.
تسلط علينا الشرور كحجر ألقي وسط خميلة أوت إليها الأفاعي فهاجها من منامها، وخرجت غضابا فاغرات أفواهها تنهش كل من تصادفه.
اخترت لك الأشرار والفجار حاشية، والسباع الضارية جندا، والهوام المؤذية تبعا، والجراثيم الفتاكة خولا؛ فتهدم ما بناه النور، وتفسد ما يصلحه.
قاتلك الله أيها الإنسان ما أظلمك! لو آنس منك ربك إنصافا لما أوجد الظلام، عرف منك الجشع والعتو فأرسل إليك الظلام لتسكن فيه وتعطي لبدنك وعقلك نصيبا من الراحة يؤهلهما لمواصلة العمل ومداومة التفكير.
تسدل أيها الظلام وشاحك الأسود على الطبيعة الجميلة المشرقة الحية الناطقة؛ فتستر جمالها، وتطفئ أنوارها، وتقف حركتها، وتلجم أفواهها، وتقطع ألحانها، وتهيج أشجانها، وتثير آلامها.
حنانك اللهم ورحماك! فقد صبرنا على جميع فاجعات الظلام، وتسلط على أموالنا وأرواحنا وأعراضنا وآمالنا، فلا تدعه يتسرب إلى عقولنا التي بقيت لنا من حطام الدنيا فنصبح كالأنعام أو أضل سبيلا ، وإن سبقت به مشيئتك فأمتنا ولا تترك هذا الكافر يشوه خلقك الكريم، يا نعم المولى ونعم الرحيم.
Shafi da ba'a sani ba