355

Khatim Nabiyyin

خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

وإنى أدعوك إلى الله واحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعنى فتؤمن بى وبالذى جاءنى، فإنى رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمى جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤك فأقرهم، ودع التجبر، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله ﷿، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحته والسلام على من اتبع الهدى» .
هذا كتاب فيه متابعة لأمرين:
أولهما- أنه يدعو إلى الإسلام، فهو يتابع دعوته حيث تجد المناسبة والرجل المناسب، وقد وجد فيه قلبا مفتوحا يدخل فيه الحق مزدلفا، لأن العادل يستمع إلى الحق، وهو يكون ممن يستمعون إلى الحق فيتبعون أحسنه، وقد استجاب لدعائه، وامن بمحمد ﷺ ورسالته، وقد أجاب دعوة النبى ﵊ إلى الإسلام وكتب إليه ﵊ يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم إلى محمد رسول الله ﷺ من النجاشى الأصحم بن أبجر سلام عليك يا نبى الله من الله، ورحمة الله وبركاته، لا إله إلا هو الذى هدانى إلى الإسلام فقد بلغنى كتابك يا رسول الله، فيما ذكرت من أمر عيسى، فو رب السماء والأرض إن عيسى ﵇ ما يزيد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقربنا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صدقا ومصدقا، وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وأرسلت إليك بأريحا بن الأصحم ابن أبجر، فإنى لا أملك إلا نفسى، وإن شئت أن اتيك فعلت يا رسول الله، فإنى أشهد أن ما تقول حق» .
ونرى من هذا أنه أرسل ابنه فى وفد من الحبشة للالتقاء بالنبى ﵊، وبيان الخضوع لطاعة الله ورسوله.
الأمر الثانى- هو متابعته العطف على الذين هاجروا، فقد دعاه ﵊ إلى الإحسان إليهم فى إقامتهم وألا يرهقهم بتجبر ذوى السلطان.
وإنه لفرط محبته ﵊ للذين هاجروا، ولإحساسه بوجوب الوفاء، وشكر من يستحق الثناء، والمقابلة الحسنة بمثلها على الأقل فإن النبى ﵊ عندما جاء الوفد الذى بعثه، كان ﵊ يقوم بخدمته بنفسه، فقد روى البيهقى بسنده عن أبى أمامة قال: «قدم وفد النجاشى على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقام يخدمهم ﵊، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال إنهم كانوا لأصحابى مكرمين، وإنى أحب أن أكافئهم» .

1 / 363