241

Khatim Nabiyyin

خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

الضعيف المغلوب البائس، ويقوى الضعيف الذى لا ناصر له، ويرحم المساكين، ويصلى، ويبارك عليه فى كل وقت، ويدوم ذكره إلى الأبد» .
وقد كان ذلك الكلام عن رجل يجيء فى المستقبل ولا شك أن هذه الأعمال لم يعملها بعد داود وسليمان إلا محمد سيد البشر ﵊، فهو ذكر هنا ﵊ بالوصف، لا بالاسم كما جاء فى الإنجيل.
١٧٨- وجاء فى كتاب أشعياء ﵇ قوله: «عبدى الذى سرت به نفسى أنزل عليه وحيى، فيظهر فى الأمم عدلى، ويوصيهم بالوصايا، لا يضحك، ولا يسمع صوته فى الأسواق، يفتح العيون العور، والاذان الصم، ويحيى القلوب الغلف، وما أعطيه لا أعطى أحدا مشقح «١» بحمد الله حمدا جديدا، يأتى من أقصى الأرض تفرح البرية وسكانها، يهللون الله على كل شرف، ويكررونه على كل رابية، لا يضعف ولا يغلب، ولا يميل إلى الهوى، ولا يذل الصالحين الذين هم كالقصبة الضعيفة، بل يقوى الصديقين، وهو نور الله الذى لا يطفأ، على كتفيه علامة النبوة» .
ويلاحظ على هذه البشارة أن الوصف فيها يكاد يكون عينيا، لا فى شريعته فقط بل فى أخلاقه وسيرته ﵊، فهو يذكر أعمال النبى ﵊، وسجاياه، كأنه راها، ثم يصف جسمه فيذكر علامة النبوة بين كتفيه، وهو خاتم النبوة الذى ذكرناه انفا.
ثم هو يذكر الاسم النبوى بما يقرب من البارقليط، فهو يقول مشقح، ومعناها محمد ﷺ، كما أن معنى البارقليط أحمد وكلاهما من أسمائه ﵊.
وجاء فى كتاب شمعون «جاء الله تعالى بالبينات من جبال فاران، وامتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته»
وهنا تعيين له بالمكان، فجبال فاران هى جبال مكة، ولم يكن بعد إبراهيم فى مكة المكرمة وبين جبالها سوى محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو تعريف ليس بالاسم ولا بالوصف، ولكن بتعريف المكان.
ما كان يروج بين العرب من اخبار نبي يرسل
١٧٩- راجت فى البلاد العربية، وخصوصا حول مكة المكرمة والمدينة المنورة أقوال تذكر أن نبيا يبعث فى هذا الزمان، وروج ذلك النصارى الذين كانوا منبثين فى الجزيرة العربية، ويقيم كثيرون منها فى أطرافها، وكانوا يتناقلونها من الشام فى رحلتهم إليها تجارا، إذ يرون الرهبان منبثين فى الأديرة، ويلتقون بهم الفينة بعد الفينة.

(١) المشقح فى لغة العبرانيين: الحمد.

1 / 248