166

Siffofin Jagoran Talikai

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editsa

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Mai Buga Littafi

(بدون)

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر منها فلمّا أصبح ذَكر ذلك للنبي ﷺ فقال: «تلك السكينة (١) نزلت للقرآن» (٢) وفي رواية أخرى قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبح الناس ينظرون إليها لا تتوراى منها» (٣) وكان حسن الصّوت، فدنوّ السكينة والملائكة لسماع قراءة ابن خضير أعظم من تسمّع الجبال والطير والوحش لصوت داود ﵊، وفي الصحيح عن ابن عباس ﵄ قال: "سجد النبي ﷺ بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس" (٤)، وقد سخّر الله تعالى لنبينا ﷺ من الوحش والبهائم [ق ٤٠/و] ماهو أعظم من الطير كالذئب الذي نطق بنبوته وشهد برسالته وكالجمل الشارد الذي سجد له وانقادَ إلى طاعته (٥)؛ وروى أبو سعيد الخدريّ ﵁ قال: بينا راعٍ بالحَرَّة إذِ انتَهَز الذِّئبُ شاةً فتبعه الراعي فحال بينه وبينها، فأقبل الذئب على
الراعي فقال: يا راعي ألا تتقي اللهَ تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ، فقال الرّاعي: العَجب من ذئب مقعيًا على ذنبه يكلمني بكلام الإنس، فقال الذئبُ: ألا أخبرك بما هو أعجب من هذا؟ رسول الله ﷺ بين الحَرَّتين يدعو الناس إلى أنباء ما قد سبق، فَساق الرّاعي شاءَهُ حتّى أتى المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم دخل على النبي ﷺ فأخبره بما قال الذئب، فخرج رسول الله ﷺ فقال للراعي: «أخبرهم بما قال الذئب» فقال رسول الله ﷺ: «صدق الراعي، إنّ من أشراط الساعة كلامَ السّباع الإنسَ والذي نفسي بيده لا تقوم السّاعة حتى تكلّم السّباعُ الإنسَ» (٦)؛ وعن حمزة بن أبي أسيد (٧) قال:

(١) في ب "السفينة"، وهو خطأ.
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ١٨٨)، بنحوه في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف، ح ٥٠١١، وأخرجه مسلم (١/ ٥٤٧)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب نزول السكينة لقراءة القرآن، ح ٧٩٥.
(٣) أخرجه البخاري (٦/ ١٩٠)، بنحوه في كتاب فضائل القرآن، باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، ح ٥٠١٨، وأخرجه مسلم (١/ ٥٤٨)، بنحوه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب نزول السكينة لقراءة القرآن، ح ٧٩٦، بلفظ: «تلك الملائكة كانت تسمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم».
(٤) أخرجه البخاري (٦/ ١٤٢)، كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ [النجم: ٦٢]، ح ٤٨٦٢.
(٥) سيأتي تخريجه -إن شاء الله- في موضع لفظ الحديث.
(٦) أخرجه بنحوه: البيهقي في الدلائل (٦/ ١٧٤) ح ٢٢٨٩، وأبو نعيم في الدلائل (٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤) ح ٢٧٠، وابن حبان في صحيحه (١٤/ ٤١٨)، باب المعجزات، ذكر شهادة الذئب لرسول الله ﷺ على صدق، ح ٦٤٩٤، والحاكم في مستدركه (٤/ ٥١٤)، كتاب الفتن والملاحم، ح ٨٤٤٤، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
(٧) هو حمزة بن أبي أسيد الساعدي المدني، كنيته: أبو مالك، واسم أبي أسيد مالك بن ربيعة الأنصاري، يروي عن أبيه، روى عنه الزهرى، مات في زمن الوليد بن عبد الملك. الثقات لابن حبان (٤/ ١٦٨).

1 / 450