144

Siffofin Jagoran Talikai

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editsa

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Mai Buga Littafi

(بدون)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

أعجبهم من تعظيمهم له (١)، وواسَوه بأموالهم ووَقَوْه (٢) بأنفسهم وقاتلوا عنه حتى أهلَهُم وعشيراتِهم وعادَوا فيه حتى قومَه الذين خالفوه وعصوه وقد قال ﷺ: «إن لكل نبيّ حواريًا وحواري الزبير بن العوام» وكان أولَّ من سَلّ سيفًا في سبيل الله وكان في شِعْبِ المَطابخ فسمع أن النبي ﷺ قد قتل فأخذ السّيف وخرج عريانًا في يده السيف صلتًا فلقيه النبي ﷺ كِفَّةَ كِفَّةَ، فقال: «مالك؟»، قال: سمعت أنك قُتلت، قال: «فما كنت صانعًا؟»، قال: أردت أن أستعرض أهلَ مكّة، فدعا له رسول الله ﷺ (٣).
فإن قيل: إن عيسى ﵇ طلب الحواريون منه أن يدْعو ربَّه أن ينزل عليهم (٤) مائدة من السماء تكون لهم عيدًا يأكلون منها لتطمئن قلوبهم ويعلموا أنه قد صَدَقهم ويشهدوا له بذلك، قيل: قد أعطى الله محمدًا ﷺ ماهو أفضل من ذلك من غير هذه الشروط وذلك ما روى سَمُرَة بن جندب أن رسول الله ﷺ أُتي بقصعة من ثريد فَوُضِعَتْ بين يدي القوم فتعاقبوها من غدوة إلى الظهر يقوم قوم ويجلس آخرون، فقال رجل لسمرة: أما كانت تُمدّ؟، قال: من أي شيء تَعجَبُ ما كانت تُمَدّ إلا من هاهنا وأشار بيده إلى السماء (٥)؛ وأصحاب محمد ﷺ لمّا أسلموا كان منهم من عُذِّبَ كبلال وصهيب وعمّارٍ وأبويه، فعُذِّبوا أشد العذاب ولم يُزحزِحهم ذلك عن دينهم شيئًا، وفيهم من أُسِر وقُتِل كَخُبَيْب وغيره، ولم يتزلزل إيمانهم ولم يقترحوا على نبيّهم مثلَ هذه الاقتراحات وقصصهم معروفة وسيرهم مشهورة؛ وأما حواريّو عيسى ﵇ فغايتهم أن قالوا له: ﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا [ق ٣٣/ظ] مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ...﴾ الآية

(١) أخرجه البخاري (٥/ ٢١)، في كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب الزبير بن العوام، ح ٣٧١٩، من طريق جابر ﵁.
(٢) في ب "وركوه".
(٣) أخرجه أحمد بنحوه في فضائل الصحابة (٢/ ٧٣٣) ح ١٢٦٠، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، الطبعة الأولى ١٤٠٣، مؤسسة الرسالة، بيروت.
(٤) في ب "علينا"، وهو خطأ.
(٥) أخرجه الترمذي (٥/ ٥٩٣)، بنحوه في أبواب المناقب، باب في آيات نبوة النبي ﷺ وما قد خصه الله ﷿ به، ح ٣٦٢٥؛ وقال: "هذا حديث حسن صحيح"؛ وأخرجه البيهقي بنحوه في الدلائل (٦/ ٢٤٨) ح ٢٣٤٣؛ وقال: "هذا إسناد صحيح".

1 / 428