125

Siffofin Jagoran Talikai

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editsa

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Mai Buga Littafi

(بدون)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

والخواطر عن إدراك ما اشتمل عليه كلامه من الحكم، فكان ما أوتي (عيسى) (١) ﵇ بل وغيره من النبيين ﵈ من الحِكَم داخل فيما أوتي نبينا ﷺ من الحكم، وكان أمره بالتبليغ للأمّة بالحكمة والموعظة الحسنة، هذا مع ما أوتي [رسول الله] (٢) ﷺ من الفصاحة، والبلاغة، وجوامع الكلم، وفواتحه، وخواتمه، وما اختُصر له من الحكمة، وما أوتي عيسى من تعليمه التوراة، والإنجيل، وإرساله إلى بني إسرائيل، فإن نبيّنا ﷺ أوتي القرآن المجيد الذي استوعب مافي الكتب كلّها وزاد عليها كما تقدّم، وأرسل إلى الخلق (٣) كافة، وكان الأنبياء قبله يبعث النبي إلى قومه خاصّةً، وقال الله تعالى لمحمّد ﷺ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سبأ: من الآية ٢٨].
وأما خَلق عيسى ﵇ للطير بإذن الله ونفخه (٤) فيه فيصير طيرًا يطير، فليس ذلك بأعظم من حنين الجذع وهو خشبة يابسة (٥)، وتسليم الأحجار والأشجار عليه وهي من الجمادات (٦)، وقلب الأعيان وصَيُّورُهَا إلى حالة أخرى، كما ذكر أبو نعيم في كتابه (٧) دلائل النبوة: أن عكاشة بن محصن انقطع سيفه يوم بدر فدفع إليه رسول الله ﷺ جذلًا من حطبٍ وقال: «قاتلْ بهذا» فعاد في يده سيفًا شديد المتن، أبيض الحديدة، طويل القامة، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين [ق ٢٨/ظ] ثم لم يزل يشهد به المشاهد إلى أيّام الردّة (٨). وأمّا ما كان عيسى ﵇ يخلق من الطين كهيئة الطير فإنه كان يطير حتى يغيب عن العيون ويعود إلى ما كان أوّلًا في ساعته، والجذع الذي حَنّ إلى محمّد

(١) "عيسى" ليس في ب.
(٢) "رسول الله" زيادة من ب.
(٣) في ب "الحق"، وهو خطأ.
(٤) في ب "ونفخ" بدون الهاء.
(٥) تقدم تخريجه، انظر: ص ٣٧٢.
(٦) تقدم تخريجه، انظر: ص ٣٧٤.
(٧) في ب "كتاب" بدون الهاء.
(٨) دلائل النبوة (٢/ ١٨٤)، ذكره أبو نعيم بلا سند.

1 / 409