117

Siffofin Jagoran Talikai

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editsa

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Mai Buga Littafi

(بدون)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

هذا كثير في الصحابة ﵃؛ فأما الأنصار من أهل المدينة (١) فبايعوه بالأنفس والأموال والأولاد مع ماقيل لهم عند ذلك: إنّ هذا الأمر إن فعلتموه رمَتْكم العرب عن قوس واحدة (٢)، فحملهم حُبُّهم له على معاداة جميع العرب ومحاربة جميع الخلق وقالوا: والذي بعثك بالحق لنمنعنّك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فبايعوه وآووه (٣) إلى بيوتهم ونصروه وعزّروه وواسوه له ولأصحابه، ولما أمرهم بالقتال قالوا: والله لو أمرتنا أن نُخيضها البحر لأخضناها كما تقدّم، ولما قال: «لن (٤) يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وأهله وماله» (٥)، فقال عمر: والله إنك لأحبُّ إليّ مِن كلّ شيء إلا نفسي، فقال (له) (٦): «لا حتى أكون أحبّ إليك من نفسك»، فقال: والله لأنتَ الآن أحبّ إليّ من نفسي، فقال: «الآن يا عمر» (٧)، وهذا باب واسع في محبة أصحابه ﵃ (له) (٨) ﷺ، ومحبة المؤمنين بَعْدَهم كما أخبر ﷺ عمن يأتي بعده حيث قال: «يأتي من بعدي قومٌ يَوَدّ أحدهم لو رآني بأهله وماله» (٩)، فهو كذلك بأبي وأمّي هو ﷺ، فمحمد وموسى صلى الله عليهما وسلم محبّتهما في قلب كل سعيد، وكلما عظمت محبة الله للعبد أعظم محبّته في قلوب عباده، ومحبّة الله تعالى لمحمد ﷺ أعظم وأكبر،
فمحبته في قلوب الخلق أعظم، وقد روى ثابت البُناني أنّ النبي ﷺ قال: «موسى

(١) في ب "يثرب".
(٢) القائل هو: بحيرة بن فراس القشيري، والخبر أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ١٧٢ - ١٧٣)، بلفظ: "ما أعلم أحدًا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشد من شيء ترجعون به بدء ثم لتنابذوا الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة".
(٣) في ب "وأدوه".
(٤) في ب "لو"، وهو خطأ.
(٥) أخرجه مسلم (١/ ٦٧)، كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله ﷺ أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين وإطلاق عدم الإيمان على من لم يحبه هذه المحبة، ح ٤٤، بلفظ: «لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين».
(٦) "له" ليس في ب.
(٧) أخرجه البخاري (٨/ ١٣٩)، بنحوه في كتاب الإيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي ﷺ، ح ٦٦٣٢.
(٨) "له" ليس في ب.
(٩) أخرجه مسلم (٤/ ٢١٧٨)، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فيمن يود رؤية النبي ﷺ بأهله وماله، ح ٢٨٣٢، بلفظ: «من أشد أمتي لي حبًا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله».

1 / 401