176

Khasais Kubra

الخصائص الكبرى

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Shekarar Bugawa

1405 AH

Inda aka buga

بيروت

النُّور وَهُوَ يَقُول انقشعت الظلماء وسطع الضياء وَبعث خَاتم الْأَنْبِيَاء ثمَّ أَضَاء إضاءة أُخْرَى حَتَّى نظرت إِلَى قُصُور الْحيرَة وأبيض الْمَدَائِن فَسمِعت صَوتا فِي النُّور وَهُوَ يَقُول ظهر الاسلام وَكسرت الاصنام ووصلت الْأَرْحَام فانتبهت فَزعًا فَقلت لقومي وَالله ليحدثن فِي هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش حدث وَأَخْبَرتهمْ بِمَا رَأَيْت فَلَمَّا انتهينا إِلَى بِلَادنَا جَاءَنَا ان رجلا يُقَال لَهُ أَحْمد قد بعث فَأَتَيْته فَأَخْبَرته بِمَا رَأَيْت ثمَّ أسلمت وَقلت يَا رَسُول الله ابْعَثْ بِي إِلَى قومِي فَبَعَثَنِي إِلَيْهِم فدعوتهم إِلَى الْإِسْلَام فَأَجَابُوا إِلَّا رجلا مِنْهُم قَامَ فَقَالَ يَا عَمْرو بن مرّة أَمر الله عيشك أَتَأْمُرُنَا ان نرفض آلِهَتنَا وتخالف دين آبَائِنَا ثمَّ قَالَ
(إِن ابْن مرّة قد أَتَى بمقالة ... لَيست مقَالَة من يُرِيد صلاحا)
(إِنِّي لأحسب قَوْله وفعاله ... يَوْمًا وَإِن طَال الزَّمَان رياحا)
(أيسفه الاشياخ مِمَّن قد مضى ... من رام ذَلِك لَا أصَاب فلاحا)
فَقَالَ عَمْرو بن مرّة الكادب مني ومنك أَمر الله عيشه وأبكم لِسَانه وأكمه بَصَره فوَاللَّه مَا مَاتَ حَتَّى سقط فوه فَكَانَ لَا يجد طعم الطَّعَام وَعمي وخرس
واخرج ابو نعيم والخرائطي وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق ابْن خَرَّبُوذ الْمَكِّيّ عَن رجل من خثعم قَالَ كَانَت الْعَرَب لَا تحرم حَلَالا وَلَا تحل حَرَامًا كَانُوا يعْبدُونَ الْأَوْثَان ويتحاكمون اليها فَبينا نَحن ذَات لَيْلَة عِنْد وثن لنا جُلُوس وَقد تقاضينا إِلَيْهِ فِي شَيْء إِذْ هتف هَاتِف وَهُوَ يَقُول
(يَا ايها النَّاس ذَوُو الاجسام ... ومسندوا الحكم إِلَى الاصنام)
(مَا انتم وطائش الاحلام ... هَذَا نَبِي سيد الْأَنَام)
(أعدل ذِي حكم من الْحُكَّام ... يصدع بِالنورِ وَبِالْإِسْلَامِ)
(ويردع النَّاس عَن الآثام ... مستعلن فِي الْبَلَد الْحَرَام)
قَالَ ففزعنا وتفرقنا من عِنْده وَصَارَ ذَلِك الشّعْر حَدِيثا حَتَّى بلغنَا ان النَّبِي ﷺ قد خرج بِمَكَّة ثمَّ قدم الْمَدِينَة فَجئْت فَأسْلمت

1 / 178