من هذا النهر خمس وسبعون شعبة، كل شعبة منها نهر عظيم، وعموده لا يتغير ولا ينقص ذرة لغزارة مائه وقوة امتداده، فإذا انتهى إلى البحر يجري فيه يومين ولونه بائن من لون البحر، ثم يختلط ويجمد في الشتاء لعذوبته. وفي هذا البحر حيوانات عجيبة.
حكى أحمد بن فضلان رسول المقتدر من خلفاء بني العباس إلى بلغار، قال: لما دخلت بلغار سمعت أن عندهم رجلًا عظيم الخلقة، فسألت الملك عنه فقال: نعم، ما كان من بلادنا ولكن قومًا خرجوا إلى نهر أثل وكان قد مد وطغى، ثم أتوا وقالوا أيها الملك إنه قد طفى على وجه الماء رجل كأنه من أمة بالقرب منا، فإن كان ذاك فلا مقام لنا. فركبت معهم حتى سرت إلى النهر فإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعًا ورأسه كأكبر ما يكون من القدور، وأنفه نصف ذراع وعيناه عظيمتان، وكل أصبع أطول من شبر. فأخذنا نكلمه وهو لا يزيد على النظر إلينا. فحملته إلى مكاني وكتبت إلى وارسو كتابًا وبيننا وبينهم ثلاثة أشهر أستخبرهم عن أمره، فعرفوني أن هذا الرجل من يأجوج ومأجوج وقالوا: إن البحر يحول بيننا وبينهم. فأقام بين أظهرنا مدة، ثم اعتل فمات.
نهر أذربيجان: قال صاحب المسالك والممالك الشرقية: إن هذا البحر يجري ماؤه ويستحجر فيصير صفائح صخر فيستعملونه في البناء.
نهر أشعار: قال صاحب تحفة الغرائب: إن هذا النهر يخرج من موضع يقال له: فج عروس ويفيض تحت الأرض، ثم يخرج من مكان بعيد، ثم يفيض ثانيًا بين أرض منادرة وبطليوس ويخرج وينصب في البحر.