فقال الشاب بانكسار: هل يمكن أن أبرأ حقا؟! .. انظر إلى ساقي! هل تعودان مرة أخرى إلى هيئة السيقان البشرية! - وما يكون هذا في قدرة الله العظيمة؟
فهز رأسه، ثم قال لأخيه بلهجة الناصح الأمين على غير مألوفه: ارع صحتك دائما بعين اليقظة ولا تتهاون بها أبدا.
ثم أطرق لحظة قصيرة واستدرك قائلا وقد تغيرت نبرات صوته: المرض كالمرأة يلتهم الشباب ويبدد الآمال.
وتساءل أحمد ما بال أخيه يتكلم هكذا؟
ونظر إليه بانكسار، فاستدرك الآخر: وميكروبه يعمل في الخفاء حتى إذا تمكن من فريسته قضى عليها. - رشدي! ماذا تقول؟! - أجلو لك الحق قبل الفراق، فعسى ألا أراك بعد اليوم.
فقال الرجل بانزعاج: كيف لا أراك يا رشدي؟
فتنبه قليلا وقال وكأنما عاودته سخريته المرة: أليس من المحتمل أن يذهب صبرك فتعاف المرض أو تنشغل بدروسك فتنساني في حلوان؟!
فهتف به أحمد متألما: سامحك الله .. سامحك الله!
فحدجه بنظرته الغربية الغائبة وسأله: لماذا لا يحرقون المرضى فيريحوهم ويستريحوا منهم؟
فصاح به الرجل: رشدي! كيف تتكلم!
Shafi da ba'a sani ba