فرمقه الضابط بنظرة لم يرتح لها، غير أنه اتصل بالمستشفى بالتليفون، ثم أعاد السماعة قائلا: في حجرة العمليات، نزف كثيرا، ولا يمكن التنبؤ بالنتيجة.
فتردد لحظات ثم سأل: ومتى تجيء النيابة؟ - ستعرف ذلك بنفسك عند مجيئها.
فقال وكأنه يخاطب نفسه: لماذا يجد أناس أنفسهم في مثل موقفي هذا؟
فأجاب الضابط وهو يعود إلى الجريدة: لعل عندك الجواب!
وارتمى في وحدته الموحشة، وهو يلقي على المكان نظرة مقت. هؤلاء الفلاحون يودون القضاء عليه، ولو تمكن هو من القضاء عليهم لفعل، وهذا الضابط يمارس مهنته كآلة، وثمة قوة عمياء مجهولة تطحنه وكأنها لا تدري، وهو له أخطاء كثيرة، ولكن من السخف ربط أطراف الفوضى بأسباب منطقية.
وتنهد متمتما: يا رب.
فردد أكثر من صوت لأسباب مناقضة. - يا رب!
وفقد أعصابه فصاح بهم: أنتم لا ضمائر لكم.
فصاحوا: ربنا بيننا وبينك يا ظالم.
ورفع الضابط وجهه من فوق الجريدة، وقال بغضب: لا .. لا أسمح بذلك.
Shafi da ba'a sani ba