فالبطن فيه الكبد، وفي الكبد الزوائد وهي الهنية المعلقة فيها، وفي الكبد القصب وهي شعبها التي تتفرق فيها. وفيها عمودها وأظنه المشرف الذي في وسطها. وفي البطن الطحال وهو لاصق بالأضلاع مما تلي الجانب الأيسر، فإذا اشتد لصوقه قيل قط طني يطنى طنًا شديدًا. قال رؤبة:
وقعك داواني وقد جويت ... من داء دري بعد ما طنيت
وقال الحارث بن مصرف:
أكويه إما أراد الكي معترضًا ... كي المطني من النحز الطني الطحلا
وفي البطن المعدة والمعدة مخففة ومثقلة وهي أم الطعام وأول ما يقع فيه الطعام وهي من الإنسان بمنزلة الكرش من الشاة ثم تؤديه إلى الأمعاء وواحدها معي مقصور، وفي البطن الحشى وهو جماع موضع الطعام، وفي البطن السحر ليس غيره وهو الرئة يقال للرجل انتفخ سحره إذا ذكر بالجبن. وفيه المصارين وهي جماع الجماع والواحد مصير ثم مصران ثم المصارين. قال حميد بن ثور:
خفيف المعى إلا مصيرًا يبله ... دم الجوفِ أو سؤرٌ من الحوضِ ناقعُ
وقال العجاج:
ونازع حشرجة الكرير ... وخابطٍ ثنيين من مصير
وفي البطن الأعفاج والواحد عفجٌ جميعًا بكسر الفاء وفتحها. ويه الاقتاب والواحدة قتب وتصغيرها قتيبة وبها سمي الرجل قتيبة وإليها تصير الطعام بعد المعدة، ويقال لذلك كله القصب خفف يقال رجل مضطمر القصب أي ضامر البطن، قال ذو الرمة:
خدبٍ حنا من ظهره بعد سلوةٍ ... على صبب منضم الثميلة شازب
شازب يابس، ويقال طعن طعنة فانتشر قصبه، وأسفل من موضع الطعام يقال له المحشى بكسر الميم غير مهموز وهو المبعر من كل ذي أربع. وفي البطن الحوايا والواحدة حاوية مخففة وحوية مثقلة وحاوياء وكل ذلك واحد، فمن قال حاوياء فقال حاوياوات. ومن قال حاوية قال حوايا مثل راوية روايا، ومن قال حوية قال حويات، قال الشاعر:
أقتلهم ولا أرى معاويه ... الجاحظ العين العظيم الحاويه
وفي البطن الطحال وهو لازق بالجنب. وفيه الكليتان. وبينهما عرقان يقال لهما الحالبان، وفي البطن السرة والسرة فالسرة ما يبقى والسرر ما تقطعه القابلو، ويقال ودقت سرته تدق ودقا إذا سالت وهو خروجها واسترخاؤها، ويقال اندحت سرته مثله. وما بين السرة والعانة يقال له الثنة، والمريطاء مخففة ممدودة جلدة رقيقة بين السرة والعانة من باطن، قال عمرو بن الخطاب رحمة الله عليه لأبي محذورة وشدد أذانه أما خشيت أن تنشق مريطاؤك. والعانة منبت الشعر، والسرة موضع السرر الذي يقطع من الصبي. وفي السرة البجر وهو أن يغلظ وسط السرة فيلتحم من حيث دق ويبقى الغليظ فيه ريح، ويقال للعظيم البطن إنه لأبجر، واسم ذلك المنتفخ الذي يقى البجر. ومثل من الأمثال عير بجير بجره نسي بجير خبره، وفيه السول وهو استرخاء ما تحت السرة من البطن يقال رجل أسول وامرأة سولاء ورجال ونساء سول، والصفاق من البطن الجلدة السفلى تستبطن جلدة البطن إذا انخرق كان فتقًا، وظاهر الجلدة من البطن والجسد يقال له الليط يقال ما أحسن ليطه والجماع لياط. والخصران ناحيتا البطن من عن يمين وشمال عليهما يقع معقد الإزار من كل ناحية. والحقو معقد والإزار من كل ناحية. ويقال إنه لعظيم الزفرة وعظيم الجفرة وعظيم البهرة وهي الوسط، وبهرة الوادي وسطه، ويقال للرجل إنه لعظيم الجوز إذا كان عظيم الوسط. قال العجاج:
عن جرزٍ منه وجوزٍ عاري
وجوز الفلاة وسطها، قال رؤبة:
أيهات من جوز الفلاة ماؤهُ
والكبد هو عظم البطن من أعلاه يقال رجل أكبد وامرأة كبداء قال الشاعر:
أجد مداخلة وآدم مصلقٌ ... كبداءُ لاحقة الرحى وشميذرُ
1 / 20