Keynes Gabatarwa Mai Sauƙi
جون مينارد كينز: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
لكن ما لم تمر فترة طويلة، فلا يوجد داع لتقلب أسعار الصرف باستمرار من الناحية العملية. (3)
بما أن هناك مميزات معينة لاستقرار الأسعار ... فإنني أؤيد تماما الإجراءات العملية لتحقيق الاستقرار الفعلي ما دام أنه لم تتوافر أسباب جوهرية لتبني سياسة مختلفة. (4)
بل إنني سأذهب إلى حد ... التأكيد على ضرورة وجود ضمانة لتقليل قدر التقلب الذي يمكن السماح به على نحو طبيعي ... فما دام أنه لم يوجد أي تعهد فعلي، أعتقد أن هامش 10٪ كاف تماما في ظل معظم الظروف التقليدية. (5)
أؤكد على أن الفائدة من تحقيق الاستقرار تعتمد على: (أ) اتخاذ إجراءات من شأنها التحكم في حركة رءوس الأموال. و(ب) ميل الحركات الكبيرة في الأجور لأن تتساوى في الدول المختلفة ذات الصلة.
لكن موقف كينز تجاه الولايات المتحدة رق في ثلاثينيات القرن العشرين؛ فقد زارها مرتين في عامي 1931 و1934. وفي زيارته الثانية، وهي الأهم، ذهب كينز لدراسة «الصفقة الجديدة» وقابل روزفلت وشرح نظريته الجديدة عن العرض الفعال في كل من واشنطن ونيويورك. انبهر كينز بشدة. وكتب إلى فيلكس فرانكفورتر في 30 مايو 1934 قائلا: «هنا، وليس في موسكو، يوجد مصنع الاقتصاد العالمي. والشباب الذين يديرونه رائعون. إنني مذهول مما أراه من كفاءة وذكاء وحكمة. ويمكنك أن تقابل اقتصاديا كلاسيكيا هنا أو هناك وتشعر وكأنه ألقي من النافذة؛ لكن هذا ما حدث لمعظمهم بالفعل.» لقد كان التزام كل من الوزارة والجيل الصاعد من العاملين بمجال الاقتصاد في أمريكا بسياسة توسع اقتصادي، مهما في إقناع كينز بأن قيادة أمريكا للنظام الاقتصادي العالمي ربما لا تضر بمصالح بريطانيا بالقدر الذي تخوف منه من قبل.
وتكمن المفارقة هنا في أن الصفقة الجديدة الخاصة بهتلر كانت أكثر تماسكا من تلك الخاصة بروزفلت، ونجحت بدرجة أكبر في التخلص من البطالة. لكن باستثناء الإشارة المتحفظة لمميزات النظام الشمولي في تخطيط الناتج والواردة في التصدير المكتوب بالألمانية لكتاب «النظرية العامة»، لم يعلق كينز على نحو صريح على النظام الاقتصادي النازي سواء بالمدح أو بالذم. إلا أنه أدان النازية بوضوح باعتبارها نظاما سياسيا وحشيا، واعتاد أن يطلق على ألمانيا وإيطاليا «قوى قطاع الطرق». وكان السبب الرئيسي لامتناع كينز عن إبداء استحسانه للنظام الاقتصادي الألماني هو بغضه للنظام السياسي. لكن كان هناك عامل آخر؛ وهو أنه لم يكن من بين الاقتصاديين المهنيين في ألمانيا أو في أي دولة في أوروبا، باستثناء السويد، من يمكنه أن يجاريه أو يدخل معه في مناقشات، على عكس الولايات المتحدة. فبغض النظر عن مساهمة مدرسة ستوكهولم، كانت المناقشة الفنية المتخصصة التي تبعت نشر كتاب كينز «النظرية العامة» مناقشة أنجلوأمريكية بحتة. ويعد هذا أحد الأسباب المتجاهلة التي تبرر انجذاب كينز الفوري تجاه أمريكا ونفوره من أوروبا بعد انهيار ما كان يفترض أنه نظام اقتصادي دولي ذاتي التنظيم في ثلاثينيات القرن العشرين.
على الجانب الآخر، رغم أن ألمانيا النازية لم تكن بأي شكل شريكا مناسبا لبريطانيا، لم يطالب كينز قط بشن حرب وقائية لإيقاف ألمانيا. وأيد اتفاقية ميونخ رغم أنه عارض وسائل هتلر في الوصول إليها، ورأى أن استيلاء هتلر على دانسيج من عدمه لا يهم على الإطلاق، وكان سيسمح له بالاستيلاء على أوكرانيا إن استطاع. وكما بين البروفيسور كار، كانت هناك أسباب معقدة لكل هذه المواقف، لكن تفادي حرب أخرى في غرب أوروبا وإتاحة المجال لألمانيا للتوسع شرقا ضمن إعادة التوازن في أوروبا، التي نادى بها كينز في 1919 و1921، كانا أهم تلك الأسباب. ولم تكد الولايات المتحدة تظهر في خططه لاحتواء «قوى قطاع الطرق».
لم تشارك الولايات المتحدة في البداية في الحروب الجارية في أوروبا وآسيا، كما تجاهلت خطط جميع المتحاربين للنظام الاقتصادي فيما بعد الحرب الولايات المتحدة. وكان هذا قائما على منطق الثلاثينيات، عندما حاولت بريطانيا وألمانيا واليابان إنشاء تكتلات اقتصادية مضادة للولايات المتحدة؛ حيث شعرت كل منها بعدم إمكانية التعايش مع قوة أمريكا التنافسية غير المتوازنة. وفي المقابل اتجهت الولايات المتحدة لزيادة تعاونها الاقتصادي والسياسي مع الدول الأخرى، مع الدعاية الصاخبة من جانب وزير خارجية روزفلت، كوردل هال، لحرية التجارة. وبمجرد دخولها الحرب، أصبح هدفها الأول من الحرب هو تفتيت التكتلات المركنتيلية الجديدة التي أسسها المتحاربون. (وامتدت هذه الطموحات على نحو أكثر غموضا إلى نظام الاتحاد السوفييتي الذي يتمتع بقدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.) كان من شأن هزيمة ألمانيا واليابان أن تؤدي للقضاء على نظاميهما تلقائيا، لكن الولايات المتحدة يمكنها أيضا أن تمارس ضغطا كبيرا على حليفتها المعتمدة عليها، بريطانيا.
وضعت أول خطة لما بعد الحرب في ألمانيا. وأعلن دكتور فولتر فانك وزير هتلر للاقتصاد عن «نظام أوروبي جديد» في باريس يوم 25 يوليو 1940. ودعا هذا النظام لتكوين تكتل اقتصادي أوروبي بأسعار صرف ثابتة واتحاد مقاصة مركزي في برلين، وأن تقوم العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس المقايضة. وكان الهدف من تلك الخطة استعادة ما سماه فانك «تقسيما ذكيا للعمل» في أوروبا، مع حماية أوروبا من الآثار الانكماشية في حالة وجود معيار ذهب دولي.
رأى كينز وهو في وزارة الخزانة البريطانية منفعة كبيرة في مقترحات فانك. وكتب إلى هارولد نيكولسون في 20 نوفمبر 1940 يقول: «إذا نظرنا إلى خطة فانك من الناحية الظاهرة فسنجدها ممتازة، وأنها ما ينبغي علينا فعله. وإن أردنا مهاجمتها فإن الوسيلة الوحيدة لذلك هي التشكيك في نواياها.» وكان الأعجب من ذلك هو رد كينز الرسمي على الخطة الألمانية في 1 ديسمبر:
Shafi da ba'a sani ba