22

Kayfa Nafham al-Tawheed

كيف نفهم التوحيد

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٠٦هـ

Inda aka buga

المدينة المنورة

Nau'ikan

فمصدر شرك المشركين الأولين إنما هو إيمانهم بوجود الله مع التوسل إليه وطلب العون من غيره، وهذا ما عناه الله تعالى بقوله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ١. فلولم يكن المشركون يؤمنون بالله، ما اتخذوا هذه الآلهة واسطة تقربهم إلى الله تعالى كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ٢. فصح (بهذا يقينا) أن المعنيين بإنكار وجود الله في آية الجاثية التي أورللها محتجا بها علي، ليسوا المشركين الذين حدثتك عن حقيقتهم، وإنما هم (بعض العرب) الدهريين، أو الشيوعيين، إن صح هذا التعبير. لأنه يستحيل على الذين يدافعون عن شركهم ويبررونه بقولهم في آلهتهم وأوليائهم: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾، أو ﴿هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ ٣، يستحيل عليهم أن ينكروا وجود الله الذي ما اتخذوا الآلهة من الأولياء إلا ليقربوهم إليه ويشفعوا لهم عنده، هذا بالإضافة إلى الآيات الأخرى التي تثبت اعترافهم صراحة بوجود الله وتوحيدهم لله في الربوبية كما تقدم. حقيقة الشرك الذي كان عليه المشركون الأولون فقال صاحبي (وقد أعياه طول النقاش): فما هو إذن الشرك الذي نعاه الله على المشركين في القرآن وأحل به دماءهم وأموالهم وأمر رسوله بقتالهم عليه، مادام أنهم يؤمنون بالله تعالى ويوحدونه هكذا؟.

١ يوسف: (١٠٦) ٢ الزمر: (٣) ٣ يونس: (٤)

1 / 26