16
سمبليسيوس، ما سبق الورقة 19:
وإذا كان الموجود يوجد فيلزم أن يكون واحدا، وبما هو واحد يلزم في آن واحد ألا يكون جسما؛ لأنه إذا كان له سمك كان له أيضا أجزاء ولا يكون بعد واحدا.
17
سمبليسيوس، شرح كتاب السماء، الورقة 173:
أو سيب وهو يستشهد أرسطوقلس
XV
هذا هو إذن الدليل الأقوى على إثبات وحدة الموجود. ولكن هاك من جهة أخرى أدلة تثبتها أيضا. إن كان موجودات متكثرة فيلزم أن يكون كل واحد منها كالموجود الذي أثبتت وحدته. إذا كان الأرض والنار، وإذا كان الهواء والحديد، والذهب والنار، إذا كان الحي والميت، إذا كان الأبيض والأسود وسائر الأشياء التي يعتبرها الناس حقائق، هي موجودة في الواقع كما يقال، فيلزم أن يكون كل شيء على الحقيقة هو ما قد ظهر لنا بادئ الأمر. وإنه لا يتغير حاله ، وإنه لا يصير غيرا، بل يبقى دائما هو ما هو، ولكنا نعتقد في حالة الأشياء الراهنة أننا نحسن رؤيتها ونحسن استماعها ونحسن إدراكها. فالحار يظهر لنا أنه يصير باردا، والبارد يصير حارا، والصلب يصير لينا، واللين يصير صلبا، والحي يظهر لنا أنه يموت، ويتولد ثانيا مما ليس حيا بعد. فالكل بلا استثناء يظهر لنا أنه يصير غيرا، ولا شيء يظهر بأنه يبقى في الحالة بعينها التي كان فيها والتي هو فيها. الحديد نفسه مهما كان صلبا ينبري بملامسة الأصبع، والذهب والحجر وأي جسم آخر مما يظهر لنا صلبا هكذا تأتى من الماء كما يأتي منه الأرض والحجر. وبالنتيجة يمكن أن يقال إننا لا نرى ولا نعرف الموجودات في حقائقها؛ على ذلك فكل ذلك أبعد من أن يتطابق.
إننا نقول حقا على بعض الأشياء إنها أزلية، ومع ذلك نرى صورها كلها وخواصها كلها تتغير تحت أعيننا وتنقطع عن أن تكون على ما قد كنا رأيناها عليه في كل حالة خاصة. إذن يلزم التسليم بأننا لا نحسن رؤية الأشياء، وأن ظهور الأشياء لنا متكثرة إنما هو خطأ؛ لأنها لو كانت حقيقية ما تغيرت، ولكنها تكون على ما يظهر لنا كل واحد منها أنه موجود، ما دام أنه لا شيء فوق الموجود الحقيقي؛ ففي التغير قد هلك الموجود، وهذا الذي يتكون هو اللاموجود، حينئذ مرة ثانية إذا كانت الأشياء متكثرة كما يقال فيلزم أنها كانت على الإطلاق كما يكون الموجود الأحد.
هوامش
Shafi da ba'a sani ba