ولم يستقم له الأمر وقامت حرب في الرستاق فأحرق باب الحصن
وأحرقت كتب كثيرة عز وجودها في عمان مثل بيان الشرع والمصنف
وكتاب الاستقامة ومجلبات الطلمسات قدر أربعين مجلبا. وبقيت الفتن
إلى أن اعتزل الحكم وخرج من نزوى إلى حصن بيرين ثم تولى الإمام
سيف بن سلطان - الإمامة الثانية. ولم يستقم الأمر لأحد فبقيت الحروب
بين أبناء العائلة الواحدة فمات الإمام يعرب بن بلعرب بالرستاق لثلاث
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة 1135ه. ثم افترقت أهل عمان
إلى غافرية وهناوية واستمرت الحروب بين القبائل إلى أن تم عقد الإمامة
إلى محمد بن ناصر الغافري وكان ذلك ليلة السبت لسبع ليال خلون من الشهر المحرم سنة 1137ه وتوفي مقتولا عند حصن صحار بعد قتل خلف بن
مبارك ورجع أهل مسكد والرستاق إلى الرستاق وأقام بعدما دفنوه ثلاثة أيام
لم يعلم بموته إلا الخاصة. ثم رجعوا بالسيد سيف بن سلطان إلى نزوى
فأقامه القاضي ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد. إماما للمسلمين يوم
الجمعة بعد زوال الشمس في العشر الأولى من شعبان سنة 1140ه .
سيف بن سطان وأحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية:
كانت العلاقة بين الرجلين علاقة محبة واحترام متبادل إلى أن ولاه مدينة صحار فأظهر فيها العدل والإنصاف بين الرعية فأحبوه حبا شديدا وأتته
قبائل الشمال والظاهر أفواجا أفواجا وفرادى وأزواجا فأكرمهم وأحسن
إليهم وألان الجانب للغني والفقير والبصير والضرير. فلما بلغ الإمام سيف
ما صنع فدخل في نفسه أنه صنع ذلك من أجل خلع الإمام فحصل بينهما سوء نية فأرسل إليه رسالة يطلبه إلى مسقط فسار إلى مسقط، وقيل علم الإمام به ، طلب منه أحد المخلصين العودة إلى صحار لأن الإمام يريد قتله فعاد على
الفور وبعدها ساءت الأمور بين الرجلين إلى أن تم الصلح بينهما فأرسل أحمد بن سعيد ولده هلال بن أحمد مرافقا للإمام سيف بن سلطان
Shafi 5