فلما وقع الشرط من الله أنه منا وتعبدنا بالطاعة والإيمان علمنا أن من لم
يكن منا ليس تلزمنا طاعته.
مسألة
[ الإمام أن يكون من المؤمنين ]
فإن قيل فإذا صح تأويلكم فقد أوجب الله الطاعة لأولي الأمر من
المؤمنين على أولي الإيمان فلا طاعة للإمام عليه قلنا لما أن خاطب الله الناس كافة أن يكونوا مؤمنين فمن الخطاب خلص وهذا خطاب عام إجماعا.
مسألة
[ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ]
ولو كان ذلك الخطاب خاصا للمؤمنين بمن فيهم قد كان قد انقضى
لذهاب المخاطبين به ولكن إنما هو خطاب عام بطاعة أولي الأمر من المؤمنين في الطاعة لا للمعصية لأن المعصية ليست معها إيمان.
مسألة
[ الخاطب بصيغة الجمع للفئة المؤمنة ]
ووجدنا الله تعالى لا يخاطب بالأمور الجامعة إلا المؤمنين لثبوت الإيمان
على الكافة لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } (1)
وقوله : { كونوا قوامين بالقسط شهداء لله } (2) وما خاطب الله المؤمنين فهو خطاب للمتعبدين.
مسألة
[ ثبوت ولاية الإمام كما ثبتت طاعته ]
وأما ولاية الإمام فإن لم تكن نصا من كتاب الله فيه خاصة كما لم تكن طاعته نصا من كتاب الله فإنها داخلة في جملة من تثبت ولايته من
المسلمين والمؤمنين وحرمت طاعته على كل كفار أثيم وإن تثبت طاعته مع طاعة الله ورسوله تثبت ولايته لقوله تعالى: { إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا } (3) { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } (4) .
مسألة
[ معرفة عدل الإمام ]
وإذا قامت على المتعبد الحجة بشواهد معرفة عدل الإمام لم يسعه جهل
عدل معرفته إذا كان من أهل عصره ومصره فإن جهل ذلك جاهل وضعف عن ولاية الإمام وتولى العلماء على ولايتهم للإمام ولم يضيع ما لزمه من
حق الإمام فواسع له ذلك.
مسألة
[ حكم من لا يطيع الإمام ]
__________
(1) 2- سورة المائدة آية 6 .
(2) 1- سورة النساء آية 135 .
(3) 2- سورة المائدة آية 55 .
(4) 3- سورة المجادلة آية 22 .
Shafi 141