82

Taurarin Dari

الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث العربي

Inda aka buga

بيروت-لبنان

Nau'ikan

وسلم قَالَ: الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ــ كالاختلاف فيه وروي عنه أنه قال كان اسمي في الجاهلية عبد شمس وسميت في الإسلام عبد الرحمن واسم أمه ميمونة وقيل أمية وقد أسلمت بدعاء رسول الله ﷺ وقال أبو هريرة نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان خادمًا لها فزوجنيها الله تعالى فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وجعل أبا هريرة إمامًا وقال كنت أرعى غنمًا وكانت لي هرة صغيرة ألعب بها فكنوني بها وقيل رآه النبي ﷺ في كمه هرة فقال يا أبا هريرة. قدم المدينة سنة سبع عام خيبر وشهدها مع رسول الله ﷺ ثم لزمه وواظب عليه وكان عريف أهل الصفة وحمل عن رسول الله ﷺ من العلم شيئًا كثيرًا وهو أكثر الصحابة رواية بإجماع العلماء روي له عن رسول الله ﷺ خمسة آلاف وثلثمائة وأربعة وستون حديثًا. ذكر البخاري منها أربعمائة حديث وثمانية عشر حديثًا وكان يدور مع رسول الله ﷺ حيث دار قال لرسول الله ﷺ أني سمعت منك حديثًا كثيرًا وأخاف أن أنسى فقال ابسط رداءك فبسطته فغرف بيده ثم قال ضمه فضممته فما نسيت شيئًا بعد وكان آدم ذا ضفيرتين خفيًا لشاربه مزاحًا وكان مروان ربما أستخلفه على المدينة فيركب حمارًا قد شد عليه برذعة وفي رأسه شئ من الليف فيلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير ونزل بذي الخليفة وله بها دار تصدق بها على مواليه توفي بالمدينة سنة تسع وخمسين وقيل بالعقيق ودفن بالبقيع. قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. قوله: (بضع) هكذا في بعض الأصول وبضعة بالهاء في أكثرها وهمًا بكسر الباء على المشهور وبفتحها على اللغة القليلة ومعناهما القطعة واستعملا في العدد لما بين الثلاثة والعشرة على الصحيح وقيل من ثلاث إلى تسع وقيل من اثنين إلى عشرة وقيل من واحد إلى تسعة قال الخليل البضع هو السبع والشعبة هي غصن الشجرة وفرع كل أصل. قوله: (وستون) كذا هنا وثبت في رواية صحيح مسلم وسبعون جزمًا وفي رواية أخرى بضع وسبعون أو بضع وستون على الشك وروى أبو داود والترمذي بضع وسبعون بلا شك. القاضي عياض: الصواب ما وقع في سائر الأحاديث ولسائر الرواة بضع وسبعون ومنهم من رجح رواية بضع وستون لأنها المتيقن. النووي: الصواب ترجيح بضع وسبعون لأنها زيادة من ثقات وزيادة الثقات مقبولة مقدمة وليس في رواية بضع وستون ما يمنع الزيادة. وأقول إن المراد من زيادة الثقات زيادة لفظ في الرواية ومثله ليس منها بل من باب اختلاف الروايتين فقط وأن رواية بضع وستون لا تنافي ما عداها إذ التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد

1 / 82