Taurarin Dari
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Inda aka buga
بيروت-لبنان
Nau'ikan
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ.
ــ
بكرة لأنه كان أسلم في حصن الطائف وعجز عن الخروج منه فتدلى في النزول إلى رسول الله ﷺ منه ببكرة روي له عن رسول الله ﷺ مائة واثنان وثلاثون حديثًا ذكر البخاري منها ثلاثة عشر وكان ممن اعتزل يوم الجمل من الفريقين توفي بالبصرة سنة إحدى وخمسين وفي هذا الإسناد لطيفتان إحداهما أن رجاله كلهم من البصرة والثانية أن فيهم ثلاثة تابعيين يروي بعضهم عن بعض وهم الأحنف والحسن وأيوب مع يونس. قوله:: (أنصر) فإن قلت السؤال عن المكان والجواب عن الفعل فلا تطبق بينهما قلت المراد أريد مكانًا أنصر. قوله: (فالقاتل والمقتول في النار) فإن قلت القاتل والمقتول من الصحابة في الجنة إذا كان قتالهم عن الاجتهاد الواجب إتباعه قلت ذاك عند عدم الاجتهاد وعدم ظن أن فيه الصلاح الديني أما إذا اجتهد وظن الصلاح فيه فهم مأجوران مثابان من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر وما وقع بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم هو من هذا القسم فالحديث ليس عامًا. فإن قلت فلم منع أبوب كرة الأحنف منه وامتنع بنفسه منه قلت ذلك ايضًا اجتهادي فكان اجتهاده أدى إلى الامتناع والمنع فهو أيضًا يثاب في ذلك فإن قلت لفظة في النار مشعرة بحقيقة مذهب المعتزلة حيث قالوا بوجوب العقاب للعاصي قلت لا إذ معناه حقهما أن يكونا في النار وقد يعفو الله عنهما نحو قوله: تعالى (فجزاؤه جهنم) معناه هذا جزاؤه وليس بلازم أن يجازى بها. قوله: (هذا القاتل) هو مبتدأ وخبر أي هذا يستحق النار لأنه قاتل فالمقتول لم يستحقه وهو مظلوم. قوله: (كان حريصًا) فإن قلت قالوا في قوله: تعالى (وعليها ما اكتسبت) اختيار باب الافتعال للأشعار بأنه لابد في الشر من الاعتمال والمعالجة بخلاف الخير فإنه بالنية المجردة فيه ويثاب عليه فما وجه كون المقتول بمجرد القصد في النار قال ﷺ (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به) وفي الحديث الآخر (إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه) قلت من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه ولهذا جاء بلفظ الحرص فيما نحن فيه ويحمل ما وقع في هذه الظواهر وأمثالها على أن ذلك فيما لم يوطن نفسه عليهم
1 / 143