============================================================
الحديث بالإسناد، خوجها الحارث بن أبي أسامة وغيره، قال: وقد فهم المصنف ابن باطيش أنها رؤية يقظة، وإلأ لم يصلخ (1) عدها في الكرامات، لأن رؤيا المنام يستوي فيها كل أحد، وليست من الخوارق المعدودة في الكرامات، ولا ينكرها من ينكر كرامات الأولياء انتهى. لكن رأيث في بعض الروايات تقييدها بأنها في إغفاءة أو سنة.
في سبب قتله روى ابن عساكر(2) عن الزهري قال : قلث لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان ؟ وما كان شأن الناس وشأنه ؟ ولم خذله أصحاب محمد؟ قال: قتل عثمان رضي الله عنه مظلوما، ومن قتله كان ظالما، ومن خذله كان معذورا، وذلك أنه لما ولي كره ولايته نفر من الصحابة لمحبته لقومه، وكان كثيرا ما يولي بني أمية ممن لم يكن له مع المصطفى صحبة، فكان يجيء من أمرائه ما ينكره الصحابة فلا يعزلهم، فلما كان الست سنين الأواخر استائر ببني عمه فولأهم وما أشرك معهم، وأمرهم بتقوى الله، ولى عبد الله بن أبي سرح مصر، فجاء أهل مصر يشكونه، وقد كان قبل ذلك من عثمان هناث إلى ابن مسعود، وأبي ذر، وعمار بن ياسر، فكان بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها، وحنقت بنو مخزوم عليه، وجاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح فكتب إليه يتهدذه، فما أفاد، وقتل حامل الكتاب، فخرج من أهل مصر سبع مثة رجل، فنزلوا المسجد، وشكوا إلى الصحابة، فقام طلحة، وكلم عثمان رضي الله عنه بكلام شديد، وأرسلت إليه عائشة رضي الله عنها تقول: يقدم إليك اصحاب محمد ويسألونك عزل هذا الرجل فأبيت، وهو قد قتل منهم رجلا، فانصفهم من عاملك، ودخل عليه علي كرم الله وجهة، فقال: إنما يسألونك رجلا مكان رجل، فاعزله عنهم، واقض بينهم. فقال لهم: اختاروا رجلا أوليه عليكم. فقالوا: محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما، فولاه عليهم.
(1) في (ب): يصح.
(2) تاريخ مديثة دمشق جزء عثمان بن عفان صفحة 421 .
Shafi 94