============================================================
الباب الثامن في وفاته لما اكمل الله تعالى له ولأمته الدين، وأتم عليهم النعمة نقله إلى دار كرامته شهيدا من اكلة من الذراع المسموم الذي أهدي له بخيبر، ليجمع الله له شرف الثبؤة والشهادة.
فابتدأ به مرضه في العشر الأخير من صفر سنة إحدى عشرة في بيت ميمونة، فلما اشتد وجعه تحول لبيت عائشة رضي الله عنها، وأقام مريضا نحو اثني عشر يوما.
وتوفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأؤل عند الجمهور.
وغسله علي، والعباس، وابناه قثم والفضل يعيناهما. وأسامة بن زيد، وشقران يصبان الماء، وأوس بن خولي الخزرجيي ينقل الماء من بثر غزس.
ولم يجرذ من قميصه، وجعل عليع رضي الله عنه على يده خرقة، وادخلها حت قميصه فغتله، ودلكه بماه وسذر ثلاث غسلات.
تثم فن في ثلاث ثياب بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة.
ثم صلى الرجال عليه فرادى فوجا بعد فوج، يدخل فوج فيصلون ثم يخرجون، ويدخل غيرهم، ثم صلى النساء ثم الصبيان .
ثم دفن في البقعة التي قبض فيها، لكونه كان قال : "ما قبض نبي إلأ دفن حيث يقبض"(1) فرفع فراشه وحفر له تحته.
(1) اخرجه مالك في "الموطأه 1/ 230 في الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت، وابن سعد في الطبقات 292/2.
Shafi 68