وأما تطهير السرائر فهو أن يتطهر من كل ما يلوثه، حتى إذا وصل إلى علم المعرفة أصبح بمقدوره أن يصل إلى علم المكاشفة والمشاهدة، وهذا ما يطلق عليه الإشارة. انتهى «1».
وموضوعه أخلاق النفس إذ يبحث فيه عن عوارضها الذاتية، مثلا حب الدنيا في قولهم: حب الدنيا رأس كل خطيئة، خلق من أخلاق النفس حكم عليه بكونه رأس الخطايا ورأس الأخلاق الرذيلة التي تتضرر بسببها النفس، وكذا الحال في قولهم: بغض الدنيا رأس الحسنات؛ وغرضه التقرب والوصول إلى الله تعالى.
فائدة
ورد في مجمع السلوك، أيها الاخ العزيز: بما أن مقامات الناس وأفهامها مختلفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم» «2». لذا اتفق الصوفية على اصطلاحات وألفاظ فيما بينهم، وأشاروا إلى تلك الألفاظ بالمصالح، لكي يدرك عنهم كل من كان له حظ من الفهم؛ وأما من كان غير أهل لذلك فإنه يبقى بعيدا «3».
العلوم الحقيقية
هي العلوم التي لا تتغير بتغير الملل والأديان، كذا ذكر السيد السند في حواشي شرح المطالع، وذلك كعلم الكلام إذ جميع الأنبياء عليهم السلام كانوا متفقين في الاعتقاديات، وك
علم المنطق
وبعض أنواع الحكمة. وعلم الفقه ليس منها لوقوع التغير فيه بالنسخ.
Shafi 43