قبلها وما بعدها تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة، غير محظور على العلماء بالتفسير، كقوله تعالى: انفروا خفافا وثقالا «1» قيل شبابا وشيوخا، وقيل أغنياء وفقراء، وقيل نشاطا وغير نشاط، وقيل أصحاء ومرضى، وكل ذلك سائغ، والآية تحتمله. وأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور، لأنه تأويل الجاهلين، مثل تأويل الروافض قوله تعالى مرج البحرين يلتقيان «2» انهما علي وفاطمة، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان «3» يعني الحسن والحسين.
فائدة
وأما كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير. وقال النسفي «4» في عقائده «5»: النصوص محمولة على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحاد. وقال التفتازاني في شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة لا يعرفها إلا المعلم، وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية. وأما ما ذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص مصروفة على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان «6». فإن قلت: قال رسول
Shafi 34